سياسيون ومثقفون: رحيل فؤاد الحميري خسارة وطنية في لحظة فارقة

فُجع اليمن اليوم الجمعة، برحيل الشاعر والخطيب والمفكر فؤاد الحميري، أحد أبرز رموز ثورة فبراير، وصوتها الذي ظل يصدح بالحماسة والأمل والوطن. لم يكن فؤاد مجرد شاعر أو خطيب، بل كان مشروعًا وطنيًا متكاملاً، جمع بين البلاغة والموقف، وبين الالتزام والجرأة، وبين الوعي الشعبي والعمق الثقافي.

قامة نادرة

برحيله، فقد اليمن قامة نادرة، عرفت طريقها إلى قلوب الناس دون تكلف، وكانت حاضرة في كل لحظة مفصلية من تاريخ النضال السلمي. جسّد في حياته صورة المثقف الملتزم، والداعية الصادق، والشاعر الذي لم يُهادن، ولم يصمت، ولم يخن.

عدد من الشخصيات السياسية والثقافية نعته بكلمات مؤثرة، حيث وصفه أمين المكتب التنفيذي للإصلاح بساحل حضرموت محمد بالطيف بأنه كان ملك الكلمة وسيد الحرف، وأمير العبارة، ومهندس البلاغة الرفيعة، وجامع فنون اللغة من سجع وطباق وجناس وتشبيه واستعارة ومجاز، إلى جانب كونه طاقة ثورية وتربوية هائلة ساهمت في صناعة الوعي والتغيير.

أما صلاح باتيس فقد عبّر عن ألمه لفقدان من وصفه بالأخ الصادق ورفيق الدرب النبيل، مستعيدًا محطات من النضال والعمل المشترك والحلم باليمن السعيد، ومشيرًا إلى أن اللحظة التي غاب فيها الحميري من أشد لحظات الحاجة إليه وإلى أمثاله من الشرفاء.

من جانبه، رأى الصحفي والكاتب، سعيد ثابت سعيد أن فؤاد الحميري لم يكن مجرد شاعر ولا خطيب مفوه، بل كان وجدانًا عامًا حين تبلدت مشاعر النخب، وصوتًا حين خنق الخوف الحناجر، ومرآة لليمنيين حين نسوا ملامحهم، وروحًا كبيرة سكنت جسدًا متعبًا، لكنه لم ينكسر.

مناضل جسور

بدوره ستعاد عبدالله القيسي مواقف من حياة الفقيد، مشيرًا إلى أنه عرفه شابًا في مجالس القاضي العمراني، وفي مسابقات القرآن الكريم، وكان لا يرضى بغير المركز الأول، مشيدًا بتواضعه، واستعداده الدائم لخدمة الناس دون منّ أو تردد، مؤكدًا أن فؤاد جمع بين الفكر المتين، والشعر الجميل، والفؤاد المتقد بالإحساس. 

أما عضو مجلس النواب علي عشال، فوصف الحميري بصوت المناضل الجسور، والشاعر الذي كان يبث الحماسة ويبعث الدفء، مؤكداً أن سيرته كانت سيرة داعية مثقف، وأديب ملتزم، تمثل فيه الصفاء والوعي والصدق في قالب إنساني بديع.

محافظ المحويت الدكتور صالح سميع أشاد بمناقب الفقيد، مشيرًا إلى أن فؤاد كان صديقه الأثير، والبلسم لكل من عرفه، وأنه كان قيمة مضافة وكتلة من مكارم الأخلاق تمشي على الأرض، مؤكدًا أنه سيبكيه كثيرًا ويحزنه طويلًا، وأن موته جرح عميق في قلب كل من اقترب منه. 

وفي رسالة مقتضبة، وصف الدكتور ياسين سعيد نعمان، الحميري بشاعر ثورة فبراير وخطيبها، واستعاد حضوره الأسبوعي في ميدان الستين بصنعاء، مشيرًا إلى أنه كان خطيبًا قوي الحجة، صادقًا، مقدامًا، لا يعرف المساومة.

صادقا مقداما

الدكتور محمد الظاهري نعى الفقيد قائلاً: رحيل شاعر ثورة فبراير وخطيبها. كنت أشاهده اسبوعيا من غير موعد, قبيل خطبة الجمعة في ميدان الستين في العاصمة صنعاء. وقد كان خطيبا مفوها، قوي الحجة، صادقا، مقداما. 

الإعلامي علي صلاح أحمد عدد مناقب الفقيد مشيراً إلى أن الفقيد كان خطيبا مفوها وشاعرا وجم الأدب حسن الخلق - السياسي بلا أدواء سنوات كنت ممن سعدوا بصحبته في أحد بيوت الله ايامٌ كانت هي الاجملَ والاغدق والأنفع - رمضاناتٌ ليست كاي رمضان، فيها كانت الليالي منيرات بأقمار الوعي وحسن الصحبة وصدق النصيحة.  

أما الشاعر أنس الدغيم فقد رثى الفقيد بأبيات عذبة وموجعة، قال فيها:

وداعاً، فإنَّ الأرضَ من غير شاعرٍ

يزيّنُها بالحِميَريّاتِ.. ثاكلُ

كأنّي وقد فارقتَها يا فؤادَها ..

زُجاجةُ شِعرٍ خدّشتها الأناملُ 

وتوفي اليوم الجمعة، الشاعر والكاتب اليمني فؤاد الحميري، في أحد مستشفيات مدينة إسطنبول، عن عمر ناهز 47 عاماً، بعد صراع مرير مع المرض، وأثارت وفاته موجة حزن واسعة في الأوساط الثقافية والإعلامية اليمنية.

المصدر: الصحوةنت