الصبيحة تئد الثأرات إلى الأبد .. وتوحد الصفوف لمواجهة الأخطار

المدنية أونلاين/خاص:

طوت الصبيحة صفحة سوداوية من  تاريخها مع الثأرات القبلية، لتطفى مؤخراً وبجهود قيادتها ومشائخها المخلصين ثأئرة الثأر التي فرقت وحدة المجتمع الصبيحي ومزقت اوصالة على مدى عقود.

الثأر في الصبيحة الذي عجزت الحكومات المتعاقبة عن اطفاءة وإيجاد حلول له، انطفاء مؤخراً بعد جهود مضنية قادتها زعامات ومشائخ ووجهاء الصبيحة واستمرت لأكثر من ثلاثة أعوام لحللة كافة قضايا الثأرات في بلاد الصبيحة.

بفضل الإرادة الصلبة والإصرار للجنة حل الثأرات والنزاعات التي تشكلت من خيرة القيادات وبدعم ومساندة شعبية وقبلية لجهود اللجنة الذين هبوا جميعًا لتغيير واقعهم المأساوي الذي سادة التقاتل والتناحر بين عشرات القبل في الصبيحة، تاركين خلفهم البندقية التي ظلت لسنوات تتحدث مع الآخر بلغة ثأرية فجة.

اللجنة التي أشرف عليها وقادها خيرة زعماء وقيادات ومشائخ الصبيحة وبذلت كل ماتستيطع من جهود وقطعت الليل بالنهار لإخراج الصبيحة من براثين الفوضى والتناحر، وأشرف على عملها الفريق الركن محمود أحمد سالم الصبيحي مستشار رئيس مجلس القيادة واللواء الركن أحمد عبدالله تركي محافظ لحج والعميد الركن عبدالغني السروري الصبيحي، والعميد حمدي شكري قائد الفرقة الثاني عمالقة الذي كان له جهد أكبر ومضاعف في ضبط وحجز الجناة في شتى ربوع الصبيحة، وكذلك كلاً من المناضل أحمد عبدالله المجيدي، والعميد محمود صايل وجلال الكعلولي، والشيخ علي أحمد قاسم وكيل محافظة لحج، والشيخ علي الزغير الأغبري والكثير من قيادات الصبيحة الذين ساهموا وشاركوا في المصالحات ولاتتسع المادة لسرد جميعهم.

لعدة سنوات ظلت ظاهرة الثأر تنخر في جسد المجتمع الصبيحي، وشقت صفوفه وبثت الخوف والهلع، وجعلت من الكثيرين من ابناء هذه القبيلة أو تلك ينتظرون متى سيأتي الدور عليهم، حتى تشكلت لجنة الصلح وحل قضايا الثأرات التي قامت بدور الدولة المغيب تمامًا، لتتجسد ثمار النجاحات يومًا بعد آخر بعقد لقاءات تحكيم ومصالحات بين عشرات القبائل، ومع كل جهد كانت تبذله اللجنة تبدأ تنصهر معه الأحقاد في بوتقة الحلول شيئا فشيئا.

والأسبوع الماضي طوت الصبيحة آخر عهودها بقضاياها الثأرية وذلك بإشهار حكم ومصالحة قبلية بين قبيلة الشماية والبريمة الذي احتواه منزل محافظ محافظة لحج الأسبق المناضل أحمد عبدالله المجيدي بحضور جمع غفير من قيادات ومشائخ الصبيحة وسياسيين ومشائخ ووجهاء القبيلتين.

لأول مرة تتحقق هذه المصالحات وهذا التوافق على إنهاء آفة الثأرات القبلية، بعد جهود مضنية رعتها لجنة حل الثأرات وقيادات ووجهاء الصبيحة لتنهي بذلك عشرات القضايا الثأرية التي ازدادت عقب الانقلاب الحوثي وأودت بحياة المئات من أبناء الصبيحة بين قتيل وجريح وعطلت اعمال الكثيرين.

باتفاقيات الصلح القبلية، صنعت الصبيحة وأرست أسس سلام إجتماعي يستحق أن يحتذى به، وعمقت الروابط الأخوية بين مختلف أبناء الصبيحة، وطوت بذلك صفحة قاتمة ومظلمة من صراعات الثأر الجاهلية، وأفشلت كذلك كافة مخططات ومؤامرات الانقلاب الحوثي، الذي كان وحدة من يغذي ويؤجج مثل هكذا صراعات ويعمقها، عبر الدس بيعض مرتزقة لتغذية قضايا الثأرات في الصبيحة، لضرب النسيج الإجتماعي القبلي، بعد أن عجز في كسر وهزيمة الصبيحة عسكرياً.

أشعل الحوثي موجة من صراعات الثأر بين مختلف القبائل اليمنية شمالا وجنوباً منذُ انقلابة على السلطة، وذلك في أحدث حرب سوداء للانقلاب الكهنوتي لتمزيق النسيج القبلي، وكانت صراعات الثأر في الصبيحة أحد أجنداته تلك.

وجهاء ومشائخ وقادة الصبيحة ولجنة حل الثأرات لم تفوتهم مؤامرات ومخططات الانقلاب الحوثي هذة، ووقفوا أمام تلك المخططات بحزم، مسخرين كافة جهودهم وحكماء الصبيحة لدراء فتنة الاقتتال والاحتراب القبلي وقطعوا الطريق أمامها وامام إثارة اي نعرات تثير الصراعات.

الصبيحة حصون ساقمة لا تصدأ في مقارعة الكهنوت

على مدى عقود من الزمن حضرت الصبيحة بقوة على الساحة اليمنية جنوبًا وشمالاً، في مواجهة ومقارعة الاستعمار البريطاني البغيض حتى دحر آخر جندي بريطاني من عدن جنوباً، وتولت الصبيحة مرحلة تأسيس وترسيخ مداميك اول دولة جنوبية وتوحيد السلطنات من المهرة شرقا الى باب المندب غرباً، تحت لواء دولة جنوبية فتية موحدة بقيادة الرئيس قحطان محمد الشعبي.

كما حضرت الصبيحة شمالاً في مواجهة الإمامة بنسختيها البائدة في ستينات القرن الماضي، اذا شارك أبناء الصبيحة في خضم ثورة الـ 26 من سبتمبر، لدحر المشروع الامامي البغيض وكان لأبناء الصبيحة إلى جانب الثوار في شمال الوطن دوراً بارزا، في دحر المشروع الامامي، كما شاركت الصبيحة بكامل ثقلها وقضيضها في مواجهة المشروع الكهنوتي  المستحدث بالمليشيات الحوثية الإرهابية، والذي تمثل بالانقلاب الحوثي على الشرعية وغزوة لكافة المحافظات الجنوبية.

قوضت الصبيحة أعمدة الطغيان الكهنوتي الامامي وخطرة على الدين والأرض والعرض، مُشكلة طوفان بحر هادر من ثورات التمرد القبلي والمقاومة الجنوبية الشعبية المسلحة في الصبيحة.

الصبيحة التي كان لها السبق في مقاومة المشروع الإمامي البائد بقيادة الزعيم قحطان الشعبي رفقه كوكبة من أبناء الصبيحة الذين خاضوا معارك بطولية إلى جانب رفاقهم الثوار في الشمال، والنسخة الأمامية المستحدثة التي قاد مقاومتها وشكل أعمدتها الاولى كلاً من اللواء الركن أحمد التركي، والعميد حمدي شكري، والشيخ بشير المضربي، والشهيد العميد عمر سعيد، والشهيد العميد طه علوان البوكري، والعديد من أبناء وقيادات الصبيحة، الذين شاركوا في تأسيس اولى لبنات المقاومة للتصدي للمشروع الامامي البغيض وسحقه جنوباً، التي تأججت شرارتها الاولى لرفض هذا المشروع الامامي السلالي.

تتموقع الصبيحة اليوم على جغرافيا خطوط النار وجبهات الصفوف الأولى من كرش إلى جبال طور الباحة والمضاربة والوازعية، باذلة بذلك كل ما تملك من نَفّس ونفيسّ، في التصدي لهذا المشروع السلالي الكهنوتي البغيض، الذي يُشكل خطراً على محافظات الجنوب المحررة.

لذلك تحاول وتُبذل مليشيات الانقلاب الكهنوتية كل مابوسعها في سبيل نسف النسيج الاجتماعي والقبلي لقبائل الصبيحة.

آفة الثأر كبدت الصبيحة خسائر فادحة وحصدت مئات الأرواح

انها آفة الماضي والحاضر تزهق الأرواح وتُهلك الحرث النسل، وتُلحق الدمار بالممتلكات، وتزرع الموت في السهول والجبال والطرقات وفي الأسواق والمدن والقرى، لم تترك كبيراً أو صغيراً، بثت الرعُب حيثما وجدت، يزداد نطاق انتشارها حيث ينتشر السلاح وثقافة التعصب القبلي، وحيث يزداد الشكوى من غياب العدالة.

لسنوات طوال ظلت ظاهرة الثأر تنخر في جسد المجتمع الصبيحي، وتكبدت الصبيحة خسائر كبيرة في الأرواح، بسبب هذه الظاهر التي انتشرت فيها، بدأ من تسعينيات القرن الماضي بشكل محدود بين بعض القبائل التي لاتتعدى اصابع اليد، سرعان من انتشرت وزادت الثأرات القبلية في بلاد الصبيحة منذُ الغزو الحوثي للمحافظات الجنوبية وإنقلابه على الشرعية.

لم يكن خافيّا على أحد ماعاشة الصبيحة طيلة العقود الماضية، وبخاصة السنوات العشر الأخيرة، حينما وجدت معظم القبائل نفسها في أتون صراعات وحروب أهلية بين عديد من القبائل، كان الجهل هو المنتصر الوحيد فيها.

وعلى مدار السنوات الماضية حصد الثأر في الصبيحة حياة مئات الأرواح وهدد استقرار الآلاف في أرجاء الصبيحة وخارجها، وفيه كان لاصوت يعلوا على صوت الرصاص، ولا تفوح من خصوماته الا رائحة الدم والموت.

في السنوات الأخيرة تحولت مأساة الثأرات الى تراجيديا وخطر داهم لايسلم منه أبناء القبائل في الأرياف ولا حتى اولئك الذين انتقلوا إلى المدن للعمل وطلب الرزق في كلاً من عدن ولحج وغيرها.

المدن والأسواق والطرق التي كان محرماً فيها الأخذ بالثأر كونها مناطق آمنه انتهكت حراماتها وسقط فيها عشرات الضحايا من الأبرياء.

لم يجني الصبيحة من مشاكل الثأرات سوى التهميش والحرمان والتجهيل المتعمد، كما عملت لسنوات على تمزيق النسيج الإجتماعي.

أسباب الثأر

تبدأ الخصومات الثأرية بخلاف معتاد بين  شخصين أو قبيلتين، ولكن القبلية والتعصب الزائد والجهل، يحول دائما الخلافات الشخصية الى مسلسل تسيل فيه دماء كثيرة، بين قتلى ومصابين، وسرعان ما يتحول الأمر الى ثأر يتعلق بالشرف، وتعكف القبيلة صاحبة الثأر لإختيار ضحيتها بعناية، فيقع الجميع في دائرة الدم.

القتل العمد سبباً مباشراً للثأر اي أن القتل كرد فعل لقتلٕ سابق حدث، لأسباب قد تكون شخصية أو جماعية مثل خلافا على قطعة أرض أو حدود بين قبيلتين، أو شجار بين أطفال، أو خلافا ماليًا بين شخصين على حفنة من الريالات فيتصاعد الخلاف، وحينما يشعر أحد الأطراف شخصًا كان أو جماعة قبيلة أو عشيرة، أما بالظلم فيلجأ إلى الانتقام بالقتل، أو بالتعالي بالقوة والغلبة فيتجاوز حدود الخلاف السلمي إلى القوة والعنف فيُقدم على القتل، كل ذلك بسبب ضعف الوازع الديني وغياب دور الدولة.

والغالب الأعم أن قضايا الثأرات استفحلت بحكم الثقافة السائدة بين القبائل، ومفاهيم العيب والعار والكبرياء وقيم الجاهلية الأولى، فيتحول القتل إلى ثأر، ومسلسل من القتل المتبادل يستهدف كافة أبناء القبيلة حتى إذا كان القاتل معروفاً فأراً أو معتقلا.

الثأر في الصبيحة غذته مليشيات الحوثي ومن قبلها النظام السابق

أستثمر كلاً من النظام السابق بقيادة الرئيس المخلوع صالح وبعدة الانقلاب الحوثي ظاهرة الثأرات بين القبائل اليمنية كافة ودعمها بالمال والسلاح.

إذ كان الرئيس السابق صالح دائمًا ما يكرر في خطاباته بقولة نحن شعب قبلي متعصب، وطالما اهتم وافتخر بقبيلته أكثر من اهتمامه بالدولة، وهي الصورة التي رسمها صالح للشعب اليمني منذُ أكثر من ربع قرن فصبغ الشعب اليمني بالقنبلة الموقوته.

صالح لبى اعتقاداته التي آمن بها أنه لن يسيطر على الأوضاع ولن يستقر له حكم اليمن الا اذا لعب على وتر التعصب القبلي والتفرقة بين القبائل، ودعم قبائل على حساب قبائل أخرى وغذاء الصراعات القبلية طيلة فترة حكمة التي امتدت لثلاثة عقود ونيف.

لياتي من بعده الحوثي للقيام بهذا الدور منذً سيطرته على العاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر العام 2014 م، وتمكن من خلال تغذية الصراعات القبلية منتهجاً "سياسة فرق تسد" لتفكيك وضرب النسيج الاجتماعي والقبلي لمعظم القبائل خاصة تلك القبائل التي وقفت ضد مشروعة الكهنوتي السلالي.

عملت مليشيا الحوثي منذُ اجتياحها للعاصمة صنعاء وباقي المحافظات، على الانتقام من كافة خصومها ونكلت بالكثير من المشائخ والقبائل الواقعة تحت سيطرتها، فيما سعت لضرب النسيج القبلي جنوباً للقبائل التي وقفت وتصدت لمشروعها الامامي الكهنوتي.

كانت قبائل الصبيحة واحدة من أبرز القبائل اليمنية التي وقفت بكل قوتها ضد المشروع الامامي الانقلابي، وأفشلت غزوة للمحافظات الجنوبية، ليعود عبر بوابة تغذيته للصراعات القبلية من خلال أطراف قريبة منه.

برز دور القبيلة بقوة في الصبيحة من خلال مواجهتها للغزو الحوثي، وخاضت قبائل الصبيحة معارك شرسة ضد الميلشيات الانقلابية على طول حدودها من كرش والعند ولحج الى باب المندب والوازعية مرورا بجبهات طور الباحة المتاخمة لحدود محافظة تعز، والحقت قبائل الصبيحة هزائم وانتكاسات لا تعد ضد الجماعة الإنقلابية.

الأمر الذي عادت الجماعة الانقلابية لتلعب على وتر الثأرات وتغذيتها واستخدام سياسية فرق تسد، ومنذ تحرير المحافظات الجنوبية، اشتعلت العشرات من قضايا الثأر والحروب بين قبائل الصبيحة في مختلف المديريات وأكثر من أي منطقة أخرى.

سياسة فرق تسد التي أتت إلى جنوب اليمن مع الاحتلال البريطاني لعدن العام 1839م، وكانت مبدأ للاحتلال البريطاني، حينما غذاء الصراعات للإستمرار في احتلال جنوب اليمن، لكنها أصبحت بعد ذلك سياسة استخدمها النظام البائد والحكومات، وحتى وجهاء ونافذون طيلة العقود الماضية، للإستمرار في الحكم، أو استمرار مصالحهم، وانتهجها الانقلاب الحوثي منذُ وصولة إلى الحكم في صنعاء عقب إنقلابه على الشرعية في الـ 21 من سبتمبر 2014 م، لترسيخ انقلابة للسلطة.

نجح الانقلاب الحوثي إلى حد ما في أشعال الصراعات والثأرات والحروب القبلية بين القبائل التي وقفت ضد مشروعة الانقلابي بعدما استعصت عليه، في حين كانت القبائل التي تحت سيطرته والتي تماهت لمشروعة بمثابة وقود لحروبة.

الصبيحة واحدة من كبرى القبائل التي خاضت وماتزال حروب شرسة ضد الانقلاب طيلة عقد من الزمن، وفشل في كسرها وهزيمتها، ليعمد على افتعال الصراعات وتغذيتها بين عديد من القبائل في الصبيحة، بغية أشغالها ببعضها ومحاولة اضعافها لكي لاتكون لها قوة وتأثير كونها تقع على خطوط التماس الاولى معه.

العميد حمدي شكري يحذر من المؤامرات الحوثية

وفي كلمته التي ألقاها عضو لجنة الثأرات وحل النزاعات الشيخ والعميد حمدي شكري منتصف الأسبوع الفارط خلال قيامهم بالصلح القبلي بين قبيلتي الشماية والبريمة "حذر من المؤامرات الحوثية التي عملت طيلة السنوات الماضية على تغذية الثأرات بين قبائل الصبيحة."

وقال العميد حمدي شكري أن مليشيات الانقلاب الحوثي تحاول بشتى الطرق خلخلة النسيج الاجتماعي، وضرب وحدة الصبيحة وزرع الشقاقات القبلية، وإثارة النعرات والخلافات بين مختلف القبائل، سوأ في الصبيحة أو غيرها من المناطق التي استعصت علية.

واضاف أن الصبيحة كانت السند والدعم، ومنها تشكلت اولى لبنات المقاومة في مواجهة هذه المليشيات الانقلابية وقدمت خيرة رجالها وأبنائها شهداء في مواجهة العدو الكهنوتي الأخطر للبلد.

العميد شكري وقيادة الفرقة الثاني عمالقة واللواء السابع مشاة، كان لهم الدور البارز في حلحلة كثير من القضايا وتولى وقواته ملاحقة وضبط كافة الجناة من مختلف القبائل طيلة السنوات الماضية، ليتسنى لهم واللجنة إجراء مصالحات وإيجاد حلول قبل أن تستفحل الظاهرة وتنتشر أكثر فأكثر.

كما تولى وقواته مهمة ضبط انتشار السلاح والتهريب وملاحقة الجناة والمهربين، وشهدت مناطق الصبيحة في ظل انتشار قواته من سواحل باب المندب إلى طور الباحة، استقرارا أمنيًا لم تشهد الصبيحة له مثيلاً، وهذا ما يجب أن نقف عندة وعلية ونشيد بدورة وجهودة، لتتحقق كل هذه النجاحات، وايضا لاننسى أن كل هذا أتى بدعم كامل من قبل سيادة الفريق الركن محمود الصبيحي والمحافظ تركي وبمساندة قوات درع الوطن وقيادتها.

ميثاق شرف قبلي لتحصين جبهة الصبيحة الداخلية

استشعاراً منها للمسؤولية التاريخية أمام الله ثم الوطن وقعت قبائل الصبيحة أواخر مايو الفارط وثيقة شرف وميثاق قبلي لكافة القبائل والعشائر من كرش إلى طور الباحة والمضاربة.

ميثاق شرف قبلي يُوقف نزيف الدم ويئد الثأرات في أرض الصبيحة المترامية الأطراف، ويرسخ المبادئ والثوابت القبلية، ما أتاح للجنة مواصلة جهودها في حلحلة باقي قضايا الثأرات، واعتبرت تلك الوثيقة رمزاً لقوة الصبيحة، وعقد سلام إجتماعي على أنقاض الثأر.

كما تضمنت الوثيقة القبلية يومها إعلانًا يُدشن مصالحة قبلية ومجتمعية عامة، بين كافة القبائل والمكونات السياسية والمجتمعية في الصبيحة، وتعزيز قيم ومبادئ التصالح والتسامح والتلاحم والأخوة وتمتين عُراء المحبة، وترسيخ قيم التعايش ووحدة الصف لمواجهة الأخطار التي تحاك ضد الصبيحة ويعزز الأمن والاستقرار في كافة مناطقها.

ختـامًـا

لنتذكر جميعًا صناع السلام هولاء جيداً الفريق الركن محمود أحمد سالم الصبيحي، اللواء الركن أحمد عبدالله التركي، الشيخ والمقاوم العميد حمدي شكري، والعميد الركن عبدالغني الصبيحي، أنهم سيظلون على الدوام ذاكرة تأسيسية لوحدة الصبيحة ولم شملها ووحدة صفها وخندقها الحصين، في مواجهة المؤامرات والأخطار المحدقة، متجاوزين خلافات الصبيحة الماضية، وهم ذاكرتها الحاضرة وذهبها وضياءها المشرق في زمن العتمة، امتازوا بقدراتهم الفائقة في جمع المتخاصمين والمتعارضين، حين ظن الكثيرين أنه لا يمكن الجمع بين خلافات الصبيحة ووحدة صفوفها.

كما لاننسى ولن ننسى الجهود التي بذلها معهم وخلفهم الكثيرين، وحتى من قبلهم ابتدأ بقيادة ما سمي بواجهة الصبيحة التي استشهد ثلاثة من قيادتها أثناء عودتهم من صلح قبلي بمديرية طور الباحة العام 2017م، وهم الدكتور طه علوان والمناضل صالح ناجي حربي والدكتور محمد سيف الشعبي وكانت تلك اللجنة بقيادة الشيخ والمناضل بجاش الاغبري.

أيضا لا ننسى جهود الشيخ عبدالرحمن جلال شيخ مشائخ الصبيحة والشيخ بشير المضربي قائد قوات درع الوطن وأحد أبرز مؤسسي المقاومة في الصبيحة، والدكتور محمد الزعوري وزير الشؤون الإجتماعية والعمل، والأستاذ عبدربه المحولي نائب وزير التعليم الفني، والمناضل والسفير الأسبق أحمد عبدالله المجيدي، العميد محمود صايل، الشيخ علي الزغير الأغبري، وجلال وجعفر الكعلولي، ومشايخ ووجها كلاً من قبائل الأغبرة والكعلله والشبيقة والمحاولة، والشماية والبريمة، والجحيبة والعلقمة، والصميته والعطويين، والعطيرة، والبشبش، والترايبة والبصيلة، وقيادة وأفراد الحملة الأمنية في الصبيحة، وكافة قبائل وعشائر وقادة ومشائخ ووجها الصبيحة عامة، الذين ساهموا وشاركوا جمعياً وبذلوا كل ما يستطيعون لتتحقق هذه الانتصارات للصبيحة.