لغة الصور في التوعية المرورية.. هل هي الأكثر تأثيرًا أم إثارة للجدل؟

المدنية أونلاين/كتب/حافظ مراد:

في زمن تزداد فيه وتيرة الحياة سرعةً، يبحث الكثيرون عن التذكير بأهمية التروي والحذر، خصوصاً على الطرقات حيث السرعة الزائدة تمثل خطراً داهماً لا يقتصر على السائقين وحدهم بل يمتد إلى كل من يشاركهم الطريق من بني الانسان وكذلك الحيوانات وغيرها...

وفي هذا السياق، يبرز دور لوحات التحذير التي تسعى لنشر الوعي حول مخاطر القيادة المتهورة والسرعة الزائدة بأساليب مختلفة، بعضها يتخذ من الصدمة والتأثير البصري القوي وسيلة لإيصال الرسالة.

لوحة التحذير "السرعة هلاك حتمي"، في إحدى الدول العربية والتي تصور هيكل سيارة تعرضت لحادث مروري مروع ملطخة بالدماء والأشلاء، تعد مثالاً صارخاً على هذه الأساليب، فالصورة المرعبة في حد ذاتها، لا تحتاج إلى كثير من الكلمات لتصل برسالتها؛ فالمشهد البصري وحده كفيل بأن يحرك مشاعر الناظرين ويجبرهم على التفكير ملياً في تبعات القيادة الطائشة.

تستخدم هذه اللوحة التأثير الصادم لتخلق وعياً عاجلاً بخطورة السرعة الزائدة، وهي تندرج ضمن استراتيجيات الحملات الوقائية التي تعتمد على الصدمة للوقاية من الحوادث والهدف هو إحداث تأثير عميق ومباشر في نفوس السائقين يجعلهم يعيدون التفكير في سلوكياتهم على الطرق.

ومع ذلك، تُثير هذه الطريقة في التوعية أيضاً جدلاً حول مدى فاعليتها وتأثيرها النفسي على مختلف الفئات العمرية، بينما يعتبر البعض أن الصدمة قد تكون الوسيلة الأكثر فعالية للتأثير في السلوكيات والتغيير، ويرى آخرون أن التركيز على النتائج السلبية القصوى قد يكون له تأثيرات نفسية سلبية على بعض الأشخاص، خصوصاً الأطفال أو الأفراد الذين قد يعانون من الصدمات النفسية.

إذن: من الضروري البحث عن التوازن بين استخدام التأثير البصري القوي لنشر الوعي والحرص على ألا يتحول هذا الأسلوب إلى وسيلة تحمل تبعات نفسية سلبية على الجمهور، والتعليم والتدريب المستمر، بالإضافة إلى حملات التوعية التي تعتمد على بيانات وإحصائيات دقيقة وشهادات حية، يمكن أن تكون بدائل فعالة أو مكملة لهذه الصور الصادمة، وذلك لبناء ثقافة قيادة آمنة ومسؤولة.

#أسبوع_المرور_العربي 

#حديث_الصورة