إدانات واسعة لإساءة الحوثيين لأم المؤمنين عائشة بصحيفة الثورة

المدنية/الخليج اونلاين:

حالة من الاستياء والغضب أشعلها اليمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي، يوم الأربعاء، رداً ورفضاً لما أقدم عليه شاعر حوثي أساء إلى أم المؤمنين السيدة عائشة.

 

وكانت صحيفة الثورة الحكومية الصادرة في صنعاء، التي تسيطر عليها المليشيات الحوثية، نشرت قصيدة باسم شخص وهمي يدعى "همدان اليماني".

 

وتسيطر مليشيات الحوثي المتمردة على كل وسائل الإعلام الحكومية سواء المرئية أو المسموعة أو المقروءة منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر/ أيلول 2014، وتمارس المليشيات الحوثية انتهاكات يومية ضد الصحفيين والصحافة المحلية، وقامت بإغلاق القنوات الفضائية والصحف اليومية والأسبوعية والإذاعات المستقلة والحزبية والمعارضة لانقلابها على الشرعية.

 

وقالت صحيفة الثورة المحتلة من مليشيا الحوثيين، إن القصيدة التي نشرتها تأتي رداً على الشاعر السعودي خالد الفيصل الذي تطاول على اليمن حسب زعمها، إذ تضمنت الكلمات المنشورة، تطاولاً على أم المؤمنين عائشة.

 

- استنكار واستياء

وأثارت الإساءة الحوثية للسيدة عائشة، ومن على صفحات صحيفة الثورة الرسمية، موجة استنكار ورفض من كتاب وصحفيين وناشطين بمواقع التواصل الاجتماعي، وقال الكاتب اليمني مصطفى راجح: إن "صحيفة الثورة باتت لسان حال الشيعة الجعفرية الاثني عشرية الشتائمية ضد عائشة".

 

في حين اعتبر الصحفي عامر الدميني أن نشر الحوثيين قصيدة مسيئة للسيدة عائشة في صحيفة الثورة الرسمية، هي "الطائفية بأبشع صورها التي يتوارثها الحوثيون جيلاً بعد جيل، وهي محاولة لاستفزاز مشاعر المسلمين".

 

وكتب الإعلامي عبد الله قطران مخاطباً الحوثيين: "أصبحتم منبوذين، حتى لو ذبحتم أنفسكم قرباناً للشعب اليمني، فلقد كرهكم الشعب كله

 

واستبشعكم واستقبحكم ونفر منكم اليمنيون، بما فعلتم فيهم وارتكبتم بحقهم من جرائم غير معقولة، اغربوا عن وجه اليمن السعيد الذي تسببتم بتعاسته اليوم، كفاكم كل هذا القبح".

 

إلى ذلك سخر القيادي بحزب الرشاد السلفي محمد عيظة شبيبة، من الحوثيين وما نشروه وقال: إن "السيدة عائشة رضي الله عنها هي أم المؤمنين فقط ولا علاقة للحوثيين بها، فعلاقتهم بحمالة الحطب"، في إشارة إلى أم جميل بنت حرب زوجة أبي لهب.

 

وقال حميد حسين فايد مجلي: إن الحوثيين لم يأتوا بجديد "هم من زمان وعادتهم في صعدة أن يسبوا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ويسبوا الصحابة ويقتلوا كل من رفض الانضمام لركبهم، ويقتلوا كل من رفض أن يعيش عبداً تحت أقدامهم".

 

من ناحيته كتب السفير بوزارة الخارجية عبد الوهاب العمراني، عن دعاوى ومزاعم الحوثيين، وقال: "بالأمس يدعون لجمهورية متوكلية، واليوم يشتمون السيدة عائشة، وفي الفيسبوك ستة مواقع اسمها شيعة اليمن، وتفاصيل لا تحصى، ورغم ذلك يقولون لسنا روافض".

 

وأضاف: "صحيفة الثورة الرسمية الحوثية لم تعد ثورية بل حسينية قم ومن الصحف الصفراء، اليوم تنشر قصيدة تسيء لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، إنها طائفية مفضوحة عفنة وأحقاد تاريخية في الألفية الثالثة، إنهم أتوا في عصر غير عصرهم، وما نشرته صحيفة الثورة اليوم حول أم المؤمنين عائشة جاء في الوقت المناسب سيرتد عليهم مثل صاروخ مأرب، لم أر جماعة تسعى لغير مصلحتها مثل هؤلاء. الشحن الطائفي والاستقطاب الطائفي الفج على هذا النحو أكثر إيلاماً لضربهم تعز وعدن، وأكثر وجعاً وضرراً من قصف التحالف العربي الذي يسعى لإنهاء الانقلاب الحوثي واستعادة الشرعية والدولة اليمنية".

 

والمفارقة أن رئيس تحرير الصحيفة عبد الله علي صبري، الذي عينه الحوثيون لرئاستها عقب احتلالها، كتب على صفحته بالفيسبوك متبرئاً مما نشر وقال: "فوجئت بالقصيدة المنشورة بصحيفة الثورة اليوم، وأعتذر بشدة لجميع القراء.. وأمنا عائشة رضي الله عنها أسمى وأكبر من أن يتعرض لها أي معتوه كان، ولمن يحسن الظن بي فقط أقول أني قدمت استقالتي من الصحيفة منذ شهر".

 

ويسيطر الحوثيون على مدينة صنعاء منذ العام الماضي، ويحتلون المؤسسات الرسمية التابعة للدولة ويديرونها وفق رؤيتهم المذهبية.