حصري: القصة الكاملة لسقوط قاعدة العند العسكرية بيد الحوثيين

المدنية/عدن الغد:

تمكنت جماعة الحوثيين عبر قوات موالية لها يوم الاربعاء من تحقيق تقدم عسكري احدث صدمة في صفوف الآلاف من الجنوبيين الذين لم يكونوا يتوقعون دخول جماعة بهذا الشكل الى مناطق الجنوب حيث كانت التوقعات ان تدوم المعارك اسابيع طويلة بسبب حالة التحشيد الشعبية التي سبقت يوم الاربعاء..


يقدم القسم السياسي في صحيفة عدن الغد تقرير مطول يحكي لحظة بلحظة تقدم القوات الموالية لجماعة الحوثيين منذ انطلاقتها الاولى من صنعاء صوب تعز ومن ثم كرش.


بداية العملية 
بداية لحظة الصفر لتنفيذ العملية العسكرية بدات يوم الاحد 22مارس حينما دفعت جماعة الحوثي بقوات بسيطة لا تتجاوز ال100 عنصر من الجماعة يرتدون ملابس القوات الخاصة صوب الجنوب.


كان دفع الجماعة بعدد ضئيل من الجنود في مواجهة تحديات كبيرة امر مثير للاستغراب لكنه كان  في الأساس يحمل مؤشرات ان تحركات هذه القوات يستند في الأساس على وجود دعم ينتظر هذه القوات في حال وصولها الى مناطق المواجهات وهو الامر الذي لم تنتبه له القيادة التي ادارت العملية العسكرية في مواجهة الحوثيين.


توقفت هذه القوات العسكرية بمعسكر للقوات الخاصة اليمنية بتعز ليومين قبل ان تواصل طريقها صوب الجنوب يوم الثلاثاء ووصلت الى مشارف مدينة كرش الحدودية في الجنوب.


تمكنت هذه القوات من الوصول صباح يوم الثلاثاء الى كرش واندلعت بينها وبين جماعات قبلية مسلحة غالبيتها من الحراك الجنوبي مواجهات مسلحة استمرت قرابة ساعة. 
قال يومها قيادي من الحراك ان مسلحي الحراك حاولوا التصدي للقوة التابعة لجماعة الحوثي دون جدوى.
عند ال12 من ظهر يوم الثلاثاء كانت هذه القوة العسكرية والتي لم يتجاوز عدد افرادها 120 جندي و13 طقم ومصفحتين من تجاوز منطقة كرش. 
رفض كثيرون الإقرار بتقدم هذه القوة العسكرية وذهبت وسائل اعلام عدة الى نفي الواقعة.


تنويه :نقلا عن عدن الغد
بداية الخطر
كان دخول هذه القوات الى هذه المنطقة ايذانا باقتراب الخطر الداهم لكن القيادات العسكرية التي ادارت المعركة تجاهلت اقتراب الخطر.
بحسب قيادي في معسكر لبوزة الواقع بمنطقة المسيمير وتحدث لعدن الغد فان الخطة التي كانت معدة هي انتظار القوة الحوثية والاجهاز عليها.
كانت ظاهرا العملية سهلة للغاية ويمكن تتفيذها بسهولة طرحت قيادات اخرى من المعسكر خطة المبادرة بالهجوم على القوة القادمة لكن قيادات عسكرية رفضت المقترح وفضلت الانتظار.
على وجه السرعة ومع انباء اقتراب هذه القوة العسكريةمن معسكر لبوزة قام اللواء محمود الصبيحي بزيارة خاطفة للمعسكر وكانت لحظتها كل فوهات الدبابات موجهة صوب الطريق الواصلة الى كرش.
تأكد الصبيحي ان كل شيء على مايرام ،جميع القيادات العسكرية اكدت استعدادها للتصدي للقوات القادمة.
في الساعة الخامسة من مساء يوم الثلاثاء عاد الصبيحي ادراجه الى قاعدة العند العسكرية لمراقبة الوضع العسكري هناك عن كثب. 


في قاعدة العند العسكرية يشكل الجنود المنحدرون من الشمال اغلبية كاسخة ويشكل شماليو اقصى الشمال القوة الاضخم ويوالي غالبيتهم الرئيس اليمني السابق علي صالح. 


كان من المهم جدا ان يتم التنبه لمسألة وقوع خيانة عسكرية ضد اللواء الصبيحي لصالح القوات القادمة من الشمال لكن كان من الصعب ايضا الطلب من الجنود مغادرة مواقعهم العسكرية كونهم يستحولون الى قوة مؤيدة للطرف الاخر.


الخيانة
عند الساعة السادسة من مساء يوم الثلاثاء كانت القوة العسكرية القادمة من الشمال على مشارف معسكر لبوزة وبدلا  من ان يبدأ الهجوم على القوات القادمة حولت فوهات الدبابات صوب قاعدة العند واطلقت عدد من المدافع قذاءفها صوب قاعدة العند واصابت عدد من القذائف المحيط الشمالي للقاعدة العسكرية العند.
احدثت اعمال القصف المفاجئة هذه حالة من الارتباك في صفوف أفراد قاعدة العند العسكرية وظن الكثير من الجنود ان القوة التي تتقدم صوبهم قوة عسكرية ضخمة وليست قوة بسيطة من الامن المركزي.


في معسكر لبوزة كان المشهد مختلفا اتضح جليا ان هنالك عملية خيانة عسكرية في صفوف افراد المعسكر وتبادل الجنود اطلاقا للنار فيما بينهم فيما كانت القوة الامنية التابعة للحوثيين تمر من المكان.
توقفت الاشتباكات في المعسكر لكن كانت القوة التابعة للحوثيين قد أنجزت مهمة المرور صوب العند.
توصل المتصارعون الى اتفاق يقضي بتحييد المعسكر لكن بعد فوات الآوان. 


بدا ان خطة الخيانة العسكرية للواء الصبيحي وافراده قد تمت بنجاح .
علم اللواء الصبيحي بتمكن القوة الامنية التابعة لجماعة الحوثي من التقدم صوب منطقة العند. 
ذهب الصبيحي إلى حشد قوة عسكرية بهدف تدارك الموقف في اللحظات الأخيرة. 
جأت التقرير الأولية للصبيحي بأن قوة من معسكر لبوزة انضمت الى القوات الموالية للحوثيين التي كانت تتقدم صوب العند.


الصورة في العند مغايرة
كان المشهد امام قاعدة العند مخالفا لكل التوقعات وكان يحمل الكثير من مؤشرات الخطر .
تسببت دعوات تجنيد شعبية عشوائية في احتشاد الآلاف أمام بوابات القاعدة العسكرية .


ورغم ان ظاهر هذه الحشود الدعوة الى مقاتلة الحوثيين وطلب التسليح الا ان عشواءيتها كانت تنذر بخطر كبير. 
عند الثامنة من مساء يوم الثلاثاء انطلق اللواء الصبيحي على راس قوة تم سحبها من قاعدة العند العسكرية  بمشاركة لجان شعبية صوب المسيمير. 


ومع اقتراب القوة التي قادها الصبيحي صوب المسيمير بدأت الامور تخرج عن نطاق السيطرة في قاعدة العند العسكرية.
اقتحم المئات من المدنيين الذين احتشدوا ليومين القاعدة وسيطروا على مخزن للاسلحة.


حاولت قوة من الجيش وغالبتها من الجنوبيين السيطرة  على المواقف واحتواء الامر .
واندلعت اشتباكات مسلحة بين المقتحمين وبين جنود حاولوا التصدي لهم.
التزم جنود اخرين وغالبيتهم من الشمال الحياد حيال مايحدث .
كانت هنالك قوة عسكرية من قاعدة العند برفقة اللواء الصبيحي تشتبك مع القوة التابعة لجماعة الحوثيين.


كان الامر مريعا قوة تحاول الدفاع وقوة اخرى تمارس اعمال النهب.
جات الأنباء متسارعة الى اللواء الصبيحي باندلاع اعمال نهب  في القاعدة العسكرية حينها بدأ  الصبيحي امام خيارين احلاهما مر.


الاول اما القضاء على القوة العسكرية التابعة للحوثيين وترك القاعدة الجوية ومحور العند يواجهان مصير مأساوي او العودة على وجه السرعة الى قاعدة العند وترتيب اوضاعها ومعاودة الهجوم لاحقا.


استنجد اللواء الصبيحي برفيقه فيصل رجب قائد  اللواء 119 مشاه الذي وصل خلال ساعة الى قاعدة العند العسكرية.
اختار الصبيحي قرار العودة لإنقاذ قاعدة العند العسكرية وطلب من القوة التي معه الانسحاب والعودة الى قاعدة العند.
عادت القوات التي بحوزة  اللواء الصبيحي الى قاعدة العند العسكرية وسيطرت على مثلث العند.
كان المشهد كارثيا غادر العشرات من جنود القاعدة العسكرية مواقعهم مع اندلاع اعمال النهب وبدا واضحا ان السيطرة على الوضع في القاعدة تبدو مستحيلة. 


جاهد الرجل برفقة رفيقه فيصل رجب لاستعادة السيطرة على قاعدة العند في حين كانت  القوات لموالية للحوثيين تواصل شق طريقها.
مع حلول ساعات الفجر الاولى من يوم الاربعاء كانت الكثير من مخازن قاعدة العند العسكرية خالية وغادر المئات من الجنود مواقعهم،لم يعد هنالك لاسلاح ولامقاتلين.


تقول تقارير عسكرية اولية ان العشرات الذين اقتحموا فاعدة العند كانوا مدفوعين من جماعة الحوثي وكان الأمر ضمن سيناريو مرتب بدقة.


اكتشاف الخديعة الثانية
في مواجهة كهذه  قرر الصبيحي اللجوء الى استخدام سلاح الدبابات لكن كانت الصدمة الكبرى حينما تم الاكتشاف بتحريك عدد منها انها منزوعة الابر الخاصة بالضرب.


كان الامر واضحا ان الاطراف السياسية التي خاضت المعركة لجأت الى الاستفادة من قدرات بشرية ضخمة للمءات من الجنود الشماليين بمعسكر لبوزة وقاعدة العند. 


كان الموقف صعبا للغاية بالنسبة للصبيحي ورفاقه .
لم يعد ممكنا البقاء في قاعدة العند العسكرية، سلاح الدبابات معطل والالاف من المتطوعين غادروا عقب اعمال النهب وماتبقى هم المئات من الجنود الذين يمكن ان ينقلبوا باي لحظة.


الخطة رقم 3
قرر اللواء الصبيحي اللجوء الى الخطة رقم 3 وهي الانسحاب الى عدن والبدء بتجهيز القوات العسكرية واللجان الشعبية والانطلاق في مهمة تحرير العند ومعسكر لبوزة.


غادر اللواء الصبيحي ورفيقه فيصل رجب صوب عدن وفي الطريق الى هناك انقطعت أخبار الرجلين ولم يعرف ماحدث بالضبط.
قالت وسائل اعلام تابعة للحوثيين بان الصبيحي ورفاقه اسروا بالقرب  من مدينة الحوطة لكن تفاصيل ماحدث لاتبدو واضحة