الوضع الاقتصادي يواصل الانهيار رغم إجراءات البنك ومناشدات الحكومة والأمم المتحدة

المدنية أونلاين/فؤاد مسعد/عدن:

على الرغم من المناشدات التي تطلقها الأمم المتحدة ومنظماتها بشأن انهيار الوضع الاقتصادي في اليمن ودعواتها المتكررة لتقديم الدعم اللازم لإنقاذ البلد الذي يعيش في خضم حرب دامية منذ سبع سنوات، لم يتغير شيء ولم تحصل الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً على أي دعم رغم نداءاتها المستمرة بضرورة دعم الاقتصاد اليمني.

منذ سنوات تشهد اليمن تدهورا ملحوظا في كافة المجالات الأمنية والاقتصادية والصحية وغيرها، وزادت الأوضاع سوءا بعدما قامت جماعة الحوثي (الشيعية المسلحة شمال البلاد) بالانقلاب وشن الحرب الشاملة أواخر العام 2014، وظلت الأوضاع بشكل عام- والاقتصادية بشكل خاص تسير من سيء إلى أسوأ، حتى باتت اليمن -وفقاً للأمم المتحدة- تعيش أسوأ أزمة إنسانية في التاريخ.

ومنذ قرابة شهر أعلن البنك المركزي اليمني بعدن عن البدء في سلسلة إجراءات هادفة لتحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي، من خلال الحد من تدهور سعر العملة المحلية، باعتباره السبب الرئيس في ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتدهور الوضع بوتيرة متسارعة.

منتصف أكتوبر الماضي أعلن البنك إيقاف 54 شركة صرافة في عدن، وبعدها بنحو أسبوع أوقف البنك أيضا 8 شبكات صرافة، كما أعلن البنك يوم الخميس إيقاف 8 شركات صرافة في محافظة مأرب، وذلك ضمن الإجراءات التي أبدى البنك عزمه القيام بها من "لضبط  المخالفين في سوق الصرافة"، حسب بيان البنك المركزي، وفي إطار حزمة من التدابير الرامية للسيطرة على أسعار صرف العملة الوطنية.

وأوضح البنك أن إيقاف عدد من شركات الصرافة جاء "نتيجة عمليات التفتيش الميداني، واستناداً إلى القرار الجمهوري بالقانون رقم (19) لسنة 1995م، والمعدل بالقرار الجمهوري بالقانون رقم (15) لسنة 1996م، لتنظيم أعمال الصرافة".

غير أن الوضع لا يزال يسير للأسوأ، فأسعار العملة المحلية تواصل الانهيار في وقت قياسي ودون توقف، ومعها يستمر الارتفاع في أسعار المواد الأساسية والخدمات، ما يشير إلى أن الوضع بشكل عام يذهب نحو الهاوية، دون أن تنجح معالجات البنك في وقف تدهور العملة، وفي الوقت الذي لم يلتفت المجتمع الدولي لنداءات المسؤولين الأمميين التي تنطلق بين وقت وآخر محذرة من انهيار الوضع الاقتصادي في اليمن، وآخرها- ولن يكون الأخير- نداء مكتب ممثل منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن الذي أطلقه يوم الخميس، كما لم يستجب أحد- لا من الأشقاء ولا الأصدقاء لمناشدات الحكومة.