التوافق الوطني.. ضرورة حتمية للحفاظ على النظام الجمهوري (استطلاع)

المدنية أونلاين/عدن:

تمر بلادنا في الوقت الراهن بمرحلة مفصلية ووضع حرج، لا نحسد عليه، وكل هذا نتيجة تراكمات خلفها النظام السابق، وأكملتها مليشيا الحوثي الانقلابية، وهو ما يستدعي من كل القوى السياسية والوطنية الالتفاف حول الشرعية الدستورية، وتوحيد الصف الجمهوري، الذي ناقشته صحيفة “26سبتمبر” مع عدد من السياسيين والناشطين.

وعن ضرورة توحيد الصف الجمهوري في هذه المرحلة التي تمر بها بلادنا، تحدث أحمد الصباحي مدير مركز المنبر اليمني للدراسات والإعلام، قائلا: “التوقيت الذي نمر به يتطلب من جميع القوى السياسية التي تواجه الحوثي وحدة الصف والاصطفاف تحت مظلة الشرعية والمشروع الواحد وهو القضاء على الانقلاب الحوثي الذي تسبب بدمار اليمن وأضرّ بالحياة السياسية وكان له أثر بالغ في الإضرار بجميع القوى السياسية المختلفة”.

وأضاف الصباحي: “يجب على المكونات السياسية المختلفة أن تتجرد من الماضي وأن تعيش الحاضر وتؤسس لمرحلة توافق تشمل كافة الأطياف السياسية التي أعلنت موقفها الرافض للانقلاب الحوثي فهو الخطر الذي يهدد الجميع”.

دور المواطن والقوى السياسية 

من جانبه رئيس مركز روافد للدراسات اليمنية أحمد مفضل المهدي، تحدث عن دور المواطن اليمني في توحيد الصف الجمهوري، وكذلك المسؤولية التي تتحملها القوى السياسية في المرحلة الراهنة، قائلا: “على المواطن اليمني أن يساهم في جمع الكلمة ولمّ الشمل وتوحيد الصف، ويحشد كل الناس ضد المليشيا الحوثية، وكذا المساهمة في إيجاد دولة النظام والقانون والعدالة والاستقرار والمواطنة المتساوية”.

وأضاف المهدي: “توحيد الصف الجمهوري من أهم الواجبات الراهنة ويجب على كافة القوى الوطنية والأحزاب السياسية والجماعات الأيديولوجية والمكونات القبلية والمجتمعية أن يتوحدوا لمواجهة مليشيا الانقلاب الحوثية والمشروع الإيراني في اليمن والمنطقة العربية”.

وأردف: “كل يمني ينبغي أن يشارك في خدمة الوطن والدفاع عنه دون استثناء: المؤتمري، والإصلاحي، والسلفي، والناصري والاشتراكي، والانتقالي، والقحطاني والهاشمي، والزيدي، والشافعي، وكل مواطن يمني وهذه المسميات التي نضطر لذكرها يجب أن تذوب مع المشروع الوطني الجامع الذي يستوعب الجميع ولا يستثني أحداً تحت أي مبرر أياً كانت تلك المبررات والمعاذير“.

تكثيف الجهود

كما أشار رئيس مركز روافد للدراسات اليمنية إلى أن “الحوثي عدونا جميعا وينبغي تكثيف كل الجهود للقضاء عليه واستعادة اليمن السعيد من مخالب الخميني”.

وأضاف المهدي: “أتمنى أن تتحقق جهود توحيد الصف الوطني وأن تبدأ بذلك كل الأحزاب والمكونات السياسية التي دائماً تعيش على مبدأ التخادم في الظروف العادية، لكن اليوم في ظرف الحرب والمعاناة ووضع المواطن المأساوي يجب تقديم أصحاب الكفاءة المهنية والخبرة العملية والتراكم المعرفي والتدرج الوظيفي حتى يختفي الكثير من السخط والتذمر نتيجة اللامبالاة والتعمد في استمرار نخر مؤسسات الدولة بالمحسوبية”.

واصل المهدي حديثه، بالقول: “نحن في حرب وفي أصعب الظروف والبلد منهار والمواطن يتوجع ويئن ليل نهار وينتظر منا بصيص أمل أو بارقة فَرَج، فلابد من كفاءات وخبرات وضمير يقظ ومسؤولية عالية جادة لإنقاذ البلد وانتشاله مما هو غارقٌ فيه، ونتمنى من القوى السياسية أن تتنازل لبعضها البعض ولو مؤقتاً حتى نعبر المضيق المظلم البئيس”.

أعداء الجمهورية

من جهته أشار الكاتب الصحفي والسياسي أحمد ناصر حميدان، إلى أن “التحدي الأكبر اليوم أمام كل القوى السياسية والاجتماعية في وطني اليمن هو الدفاع عن الجمهورية وأهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر ، حيث وجد اليوم أعداء الثورتين فرصتهم للانقضاض على الجمهورية، وتقسيم اليمن بين الامامة واذنابها في الشمال ، والسلاطين وأذنابهم في الجنوب، وبدعم الأنظمة الأسرية التي تهاب نظام جمهوري تحرري في اليمن، من خلال تأجيج التناقضات ، وفتح ملفات قديمة تدفع نحو تمزيق وحدة اليمن وتهدد السلم الاجتماعي فيه وتعزز صراعات أبدية تبقيه في حالة مرض سريري وإنهاك يسهل تفكيكه، وإعادة تموضع أعداء الثورة والجمهورية وتمكنها من السلطة والقرار “.

وأردف حميدان “لسنا من دعاة نظرية المؤامرة، ولكنها مخططات وجدت لها أدواتها في حالة من التناقضات القائمة في اليمن نتيجة منظومة سياسية غير سوية وحالة من الاحتقان “.

وأضاف حميدان: “هذا التحدي يتطلب تقوية وتعزيز الصف الجمهوري والوطني، يجب أن يتوحد الناس عبر الثوابت وأهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر، يجب أن تترك الخلافات والصراعات الأيدلوجية التي تفتح مجالاً لصراعات طائفية ومناطقية، إغلاق هذا الباب يحفظ لليمن وحدته ويحفظ جمهوريته من التهديد، والانهيار الذي يحلم به أعداء الجمهورية والثورة لإقامة أنظمة طائفية مناطقية على أطلال الخرب لا سمح الله”.

تاريخ دموي

وعن التاريخ الدموي للإمامية، تحدث الدكتور متعب بازياد نائب مدير مكتب رئيس مجلس الوزراء، قائلا: “في كل تاريخها الدموي الممتد دائما ما تتسرب العنصرية السلالية المتمنطقة بفكرة الاصطفاء السلالي والاستعلاء الشيطاني على بقية مجتمع اليمن.. هذه الفكرة المفجرة لوئام المجتمع وسلم واستقرار الدولة اليمنية التي تحملها الحوثية هي نفس فكرة الإمامة من قبل”.

وأضاف بازياد: “إذا عرفنا هذه الخلفية يمكننا أن نستنتج أن المدخل الرئيس لهزيمة الحوثي اليوم يكمن في الاصطفاف اليمني على أساس المشروع الوطني الجامع (وحدة وطنية وديمقراطية في الرأي ونظام حكم جمهوري). أي اصطفاف على هذه الثوابت الوطنية. هو خصم من حساب تمدد هذه الأفكار الأفاكة التي تعتاش من شتاتنا، والحوثية على النقيض من كل هذه القيم تماما”.

وعن سبل الاصطفاف الجمهوري، تحدث الدكتور بازياد، قائلا: “إن موروث الحركة الوطنية اليمنية المعاصرة زاخر وغني بتجارب يمنية صميمة عطلت في لحظات حاسمة مفاعيل هذا الفكر الدخيل، وإن لم تكن قد أنهت وجوده تماما”. وأضاف بازياد: “في حصار السبعين يوما حول صنعاء تجردت كل القوى الثورية عن كل خلافاتها الفرعية وهزمت مشروع عودة الإمامة بإمكانات مادية محدودة، لكنها كانت تستمد قوتها من إيمان لا يتزعزع بعدالة القضية وسمو الغاية ووضوح الرؤية، واليوم نحتاج إلى لملمة هذا الشتات وتوحيد الرؤية في تيار وطني جارف لا تستطيع أي قوة أن تقف في وجهه، فما بالك أن تهزمه أو تحاصره”.

وأردف: “نبحث عن عوامل القوة في أوساط شعبنا وفي صفوف جيشنا وفي مشتركات أحزابنا ومكوناتنا السياسية، ولا نغفل عوامل إسناد اشقائنا في التحالف العربي”.

لحظة إنقاذ الوطن

من جانبه رئيس الدائرة السياسية لإصلاح حضرموت محمد بالطيف، تحدث عن اللحظة الراهنة قائلاً: “ليست لحظة الانتماءات والبرامج السياسية المختلفة، ولا المشاريع والأفكار المتباينة، ولا هو وقت استعراض وجهات النظر حول القضايا المختلف حولها، بل هي لحظة إنقاذ واستعادة الوطن، وطن الجميع، حيث لا يختلف اثنان في أن تعود له عافيته أولاً، ما عدا ذلك هو مشروع مؤجل لا مكان له اليوم ولا مناسبة”.

وأضاف بالطيف: “الوطن اليوم هو القضية الأولى والثانية والثالثة والأخيرة، والانشغال بغيره يعد عين الخيانة والخذلان، والأنانية والغباء في أشد لحظة تجلياته”.