قفزة قياسية للدين العالمي في الربع الأول من 2020

المدنية أونلاين/الشرق الأوسط:

قال معهد التمويل الدولي إن الدين العالمي شهد ارتفاعا حادا إلى مستوى قياسي عند 258 تريليون دولار في الربع الأول من 2020، في ظل توقف الأنشطة الاقتصادية في أنحاء العالم لاحتواء جائحة فيروس كورونا المستجد، مضيفا أن معدلات الدين في صعود.

وقال المعهد، الذي يمثل البنوك والمؤسسات المالية العالمية، في تقرير مساء الخميس، إن معدل الدين للناتج الإجمالي في الربع الأول قفز بما يزيد على عشر نقاط مئوية، في أكبر زيادة فصلية على الإطلاق، ليصل إلى 331 في المائة وهو مستوى قياسي.

ورغم أن زيادة مستويات الدين كانت أقل بكثير من متوسطات الزيادات الفصلية المسجلة بين 2015 و2019، فإن وتيرة تراكم الدين العالمي على الحكومات والشركات والمؤسسات المالية تسارعت منذ مارس (آذار).

وقال المعهد إن إجمالي إصدار الدين سجل رقما قياسيا «مذهلا» في الربع الثاني بلغ 12.5 تريليون دولار، مقارنة بمتوسط فصلي بلغ 5.5 تريليون في 2019. وأوضح أن 60 في المائة من الإصدارات جاءت من حكومات.

وأضاف التقرير «رغم أن ارتفاع مستويات الدين يثير المخاوف بشأن إمكانية خدمة الدين، فإن أكثر من 92 في المائة من الدين الحكومي عند التصنيف الاستثماري».

وفي سياق ذي صلة، أفاد بحث جديد بأن عشرات الأسواق الناشئة والمبتدئة ستواجه على الأرجح اضطرابات شديدة في الأشهر المقبلة، في الوقت الذي يجري فيه تخفيف إجراءات العزل العام التي فُرضت للسيطرة على جائحة فيروس كورونا وتضرب فيه الآثار الاقتصادية الوخيمة داخل البلاد.

وقالت شركة تحليل المخاطر العالمية فيريسك مابليكروفت إن 37 دولة في خطر، معظمها تتركز في أفريقيا وأميركا اللاتينية، بما في ذلك نيجيريا والكونغو الديمقراطية وإثيوبيا وفنزويلا وبيرو.

والكونجو وإثيوبيا، وكذلك روسيا البيضاء وبلغاريا وصربيا في أوروبا، من بين الدول التي هزتها احتجاجات في الأيام القلية الماضية إذ زادت حالة عدم الرضا إزاء الحكومات. ويأتي ذلك بعد تراجع الاضطرابات في الأسواق الناشئة والمبتدئة في مارس (آذار) بحسب مشروع بيانات موقع النزاع المسلح وأحداثها، بعد تطبيق واسع النطاق لإجراءات العزل العام.

وقال ميها هايبرنيك المحلل لدى فيريسك مابليكروفت «إجمالي عدد الاحتجاجات في الأسواق الناشئة والمبتدئة ارتفع تقريبا إلى مستويات ما قبل الجائحة... ومع استمرار إجراءات العزل العام في العديد من الدول، ومع عدم الشعور بالصدمة الاقتصادية الكاملة للتفشي بعد، فإننا نتوقع ارتفاع عدد الاحتجاجات على مدى الشهرين إلى الثلاثة أشهر المقبلة». ويتوقع صندوق النقد الدولي انكماش اقتصادات الأسواق الناشئة والدول النامية بواقع واحد في المائة في 2020. وقالت فيريسك مابليكروفت إن الآفاق تثير القلق على وجه الخصوص للأسواق الناشئة والمبتدئة التي يتسم فيها الوضع الاقتصادي بعد الجائحة بالقتامة. وقالت إن نيجيريا وإيران وبنغلاديش وإيران وإثيوبيا تواجه «عاصفة مثالية» من الغضب الشعبي إذ تُفاقم الاحتجاجات المدفوعة بالتبعات الاقتصادية للجائحة الاضطراب حيال شكاوى قائمة منذ وقت سابق بشأن قضايا تتراوح من الفقر إلى الإمدادات الغذائية.

وقال هايبرنيك إن تصور «الحالة الأساسية من يناير (كانون الثاني)، أن 2020 ستشهد ارتفاعا في الاحتجاجات وأن العقد القادم بصدد أن يشهد إحدى حالات الاضطراب غير المسبوقة، ما زال قائما». وأضاف التقرير أن الهند والبرازيل وروسيا وجنوب أفريقيا وتركيا

ستواجه مخاطر أقل حدة بقليل فقط، لكنها تظل تشكل تهديدا كبيرا للاستقرار.

من جهة أخرى، أظهرت إحصاءات أسبوعية لتدفقات الصناديق من بنك أوف أميركا الجمعة أن المستثمرين ضخوا المال في صناديق السندات والأسهم عالية المخاطر، إذ تقلص تدابير تحفيز غير مسبوقة أثر المخاوف حيال ارتفاع أعداد الإصابات بكوفيد - 19 في الولايات المتحدة.

وتشجع السياسات الداعمة المستثمرين على ضخ المال في أدوات الدين عالية المخاطر، فيما سجلت ديون الأسواق الناشئة دخول تدفقات بقيمة 1.9 مليار دولار، وهي أكبر قيمة في خمسة أسابيع، بينما سجلت صناديق السندات الحكومية التي تُعتبر ملاذا آمنا نزوح تدفقات بواقع ثلاثة مليارات دولار.

وقال بنك الاستثمار إنه في الأسبوع المنتهي في 15 يوليو (تموز) الحالي، استقطبت صناديق السندات 9.3 مليار دولار، بينما تلقت صناديق الأسهم تدفقات بقيمة 4.8 مليار دولار. وتبعد الأسهم العالمية ستة في المائة فقط عن ملامسة مستوى قياسي جديد مرتفع.

وأضاف بنك أوف أميركا أنه في غضون ذلك، سحب المستثمرون 77.9 مليار دولار من صناديق أسواق النقد، مشيرا إلى أن أحدث أسبوع شمل موعدا نهائيا لسداد الضرائب في 15 يوليو في الولايات المتحدة.