
استقبال تاريخي للسعودية على أرض فلسطين
وصل المنتخب السعودي لكرة القدم، الأحد، إلى مدينة رام الله في الضفة الغربية لأول مرة في تاريخه لمواجهة المنتخب الفلسطيني، الثلاثاء، ضمن التصفيات المزدوجة التمهيدية المؤهلة لتصفيات كأس العالم المقبلة وكأس آسيا.
ووصل المنتخب السعودي إلى الأراضي الفلسطينية في حافلة خاصة، قادما من الأردن عبر المدخل الذي تسيطر عليه إسرائيل بين الأراضي الفلسطينية والأراضي الأردنية. وستقام المباراة على ملعب فيصل الحسيني في بلدة الرام الملاصقة لمدينة القدس. واستقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم ياسر المسحل والوفد الرسمي المرافق في مكتبه، في حين توجه اللاعبون في حافلتهم مباشرة إلى فندق وسط المدينة.
وقال عباس “شرفتم بلدكم فلسطين لم نشعر أبدا أننا طرفان، دائما، وأبدا يقولون لنا نحن معكم بكل ما تريدونه وتقرّرونه، وفي الكثير من الأمور لم نكن نطلب المساعدة، كانت المملكة تستشعر بحاجتنا وتلبي”.
وأضاف “نشعر بسعادة غامرة، أنتم على أرضكم. صحيح أن الموضوع يتعلق بكرة القدم، لكن قدومكم يسعد الشعب الفلسطيني”. وتأخر وصول البعثة عن موعدها حوالي ثلاث ساعات. وقال عباس “نعتذر عن التأخير وبعض العقبات التي حصلت. هذه العقبات نعانيها يوميا، المهم أنكم على أرض فلسطين وبين إخوتكم وأهلكم”.
وتجنب أعضاء البعثة السعودية الحديث لوسائل الإعلام التي تجمعت بأعداد كبيرة أمام الفندق الذي سيقيمون فيه خلال الأيام المقبلة. ووقفت فتاتان أمام الفندق وقامتا بتوزيع الورود على أعضاء البعثة قبل أن يتم استقبالهم بشكل رسمي من محافظة رام الله والبيرة ورؤساء بلديتي رام الله والبيرة وبيتونيا الملاصقة.
جدل

يسود جدل في الشارع الفلسطيني حول زيارة المنتخب السعودي للأراضي الفلسطينية، حيث اعتبر البعض الزيارة بأنها نوع من “التطبيع”، في حين اعتبرها الاتحاد الفلسطيني وآخرون بأنها إنجاز تاريخي لكرة القدم الفلسطينية. وكان عبّاس أعلن ترحيبه بالمنتخب السعودي على الأراضي الفلسطينية، وكذلك رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم اللواء جبريل الرجوب.
وقالت محافظة رام الله والبيرة ليلى غنام، خلال استقبالها للاعبي المنتخب السعودي، “أهلا بكم في هذا الحدث الرائع، ويبدو عليكم التعب، أنتم عانيتم المعاناة التي يعانيها الشعب الفلسطيني كل يوم، نحييكم على هذا الحضور الرائع، أثبتم للعالم أن زيارة السجين لا تعني التطبيع مع الاحتلال”.
وأوقعت قرعة التصفيات التمهيدية لكأس العالم 2022 قطر، المنتخب السعودي والمنتخب الفلسطيني إلى جانب المنتخب اليمني في مجموعة واحدة ضمت أيضا منتخب أوزبكستان وسنغافورة. وكانت قرعة التصفيات التمهيدية لتصفيات كأس العالم في روسيا 2018، أوقعت المنتخب السعودي مع نظيره الفلسطيني، ورفض حينها المنتخب السعودي اللعب في فلسطين، وتم نقل المباراة بناء على موافقة الطرفين إلى الأردن وانتهت بالتعادل السلبي.
قمة تاريخية
يتواجه منتخبا كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية، الثلاثاء، ضمن تصفيات كأس العالم 2022، في مباراة تاريخية، لأنها الأولى التي تجري في بيونغ يانغ بين منتخبي الرجال للبلدين، اللذين لا يزالان عمليا في حالة حرب. كما أنها تأتي في ظلّ مأزق دبلوماسي مستمر. لكن قبل انطلاقها في ملعب كيم إيل سول، تحيط العديد من الشكوك بهذه المباراة التي وصفها الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بأنها “واحدة من أكثر اللقاءات انتظارا”.
وشهدت شبه الجزيرة الكورية انفراجا في صيف 2018، دفع إليه خصوصا الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي اين. لكن منذ فشل القمة الثانية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في فبراير، كثّفت بيونغ يانغ انتقاداتها لسيول.
واستبعدت كوريا الشمالية إمكان استئناف الحوار مع كوريا الجنوبية، منددة في الوقت نفسه بالمناورات العسكرية الأخيرة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة. وتأتي المباراة أيضا في ظلّ تجديد كوريا الشمالية لاختباراتها الصاروخية، ومغادرتها لطاولة المفاوضات مع الأميركيين مطلع الشهر في السويد.
وتبدو الأجواء هذه المباراة بعيدة عن المناخ الذي كان سائدا في عام 2018، حينما استغل مون الألعاب الأولمبية التي استضافتها بلاده في بيونغ تشانغ لكسر الجليد مع الكوريين الشماليين، فيما كان التوتر بشأن الملف النووي الكوري الشمالي في أوجه في العام الذي سبق.
الرئيس الفلسطيني محمود عباس استقبل رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم ياسر المسحل والوفد الرسمي المرافق
ورفضت كوريا الشمالية التواصل مباشرة مع كوريا الجنوبية بشأن تنظيم هذه المباراة التي تأتي ضمن المرحلة الثانية للتصفيات الآسيوية. والتواصل الوحيد بين الكوريتين بهذا الصدد تم بواسطة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم. ومن غير المعروف ما إذا كانت هذه المباراة ستنقل مباشرة، وما إذا سيتمكن المشجعون الكوريون الجنوبيون من حضورها.
التواصل بين سكان الشمال والجنوب محدود جدا، فلا يوجد شبكة اتصالات هاتفية أو بريدية بينهما. وبموجب القواعد التنظيمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، من المفترض أن تتم تأدية النشيد الوطني الكوري الجنوبي ورفع العلم الكوري الجنوبي قبل المباراة، وهما أمران يندر جدا حصولهما في الشمال. وعلى مدى عقود، رفضت كوريا الشمالية أن تستقبل على أراضيها مباريات تجمع الكوريتين، مفضلة عقدها في الصين. وأول مباراة ودية بين الكوريتين أجريت عام 1990، وهدفت إلى تعزيز فكرة إعادة توحيد شبه الجزيرة. ورفع المنتخبان حينها علما يرمز للوحدة وعليه خريطة لشبه الجزيرة كاملة. لكن أول لقاء في مباراة فعلية في كوريا الشمالية تم عام 2017 في تصفيات كأس العالم للسيدات. ولا يتوقع الخبراء في الملف الكوري أن تؤدي هذه المباراة إلى انفراج في العلاقات بين الكوريتين.
وتعدّ كوريا الجنوبية الأوفر حظا في الفوز بهذه المباراة. واعتبر لاعب المنتخب الكوري الجنوبي سون هيونغ مين أن هذه المباراة الاستثنائية ليست سوى خطوة لفريقه باتجاه كأس العالم، حيث أكد “نحن لسنا سياحا، سنركز على المباراة”. أما لاعب المنتخب الكوري الجنوبي لي جاي ايك فقد أعرب عن “الخوف قليلا من الذهاب إلى بيونغ يانغ”.