اليمن في عهد الحوثي.. حقل للألغام ومرتع للتخندق

المدنية أونلاين ـ صحف :

قال الباحث السياسي اليمني د. فارس البيل: إن التصور الذي وضعته الأمم المتحدة للمشكلة اليمنية يكمن في أن الصراع الجاري في اليمن يحدث ما بين سلطتين والوصول لحالة من السلام ينبغي قسمة السلطة ما بين الاثنين وهذا خطأ كبير للغاية، مشيراً إلى أن الطريق الذي تسير عليه الأمم المتحدة يخالف قرارها رقم 2216 الذي يصف المشكلة اليمنية أن ما يحدث فيها هو انقلاب من ميليشيا على الشرعية والحل هو تراجع ميليشيا الحوثي عن الانقلاب على السلطة.

وأكد البيل في حواره مع «الرياض»، أن قرارات الأمم المتحدة تغيرت بعد ذك لتضع الفرقاء على طاولتين وهذا مغاير للمشكلة اليمنية، المشكلة اليمنية تتركز على ميليشيا الحوثي وإيران التي لا تذكر مطلقاً في التقارير الأممية ولا غيرها. مبيناً أن التقرير الأممي يريد أن يقسم المشكلة والانتهاكات ما بين الطرفين كيفما اتفق من حيث إدانة قوات الشرعية والتحالف لمجرد الإدانة فهذا مخالف للعرف الموضوعي لكتابة التقارير والرصد والتدقيق.

وأوضح أن هناك سرقة للمساعدات الإنسانية من قبل الحوثي، مشيراً إلى أن الفجوة الغذائية في اليمن كبيرة وأن 80 % من الشعب اليمني أي حوالي 20 مليون يحتاجون لمساعدات غذائية، وكانت قادرة هذه المساعدات على سد الفجوة لو وصلت لمستحقيها بشكل صحيح وشفاف.

مطالباً الأمم المتحدة بالإثبات للرأي العام كيف استفاد اليمنيون الجوع من المساعدات الغذائية التي لم يروها وإنما استفادت منها ميليشيا الحوثي، كاشفاً عن سرقة 62 سفينة وأكثر من 200 قافلة برية من المساعدات الغذائية والإنسانية من قبل الحوثي.

وأشار إلى أن الميليشيا وظفت الكثير من أفرادها في المنظمات الأممية للتأثير على توزيع المساعدات الإنسانية، مبيناً أن سرقة المساعدات الإنسانية هي وسيلة أخرى من وسائل الأمم المتحدة لمساعدة ميليشيا الحوثي وكشفت عن الوجه الأقبح للميليشيا، والأيديولوجية التي تحركها وتحكم تصرفاتها وتعاملها مع الشعب اليمني، وعلى الرغم من التقارير والنداءات المتكررة للحكومة اليمنية والتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية طوال السنوات الماضية إلا أن التحرك المنتظر من المجتمع الدولي لم يتناسب وحجم الجرم المرتكب حتى اليوم.

وقال: «عشرات الآلاف من اليمنيين يقبعون في دوائر الرعب من السجون السرية لميليشيا الحوثي الانقلابية، ففي صعدة يخطف الحوثيون أبناء مشايخ القبائل والعمل على التمثيل بهم، وتفجير المساجد والمراكز الدعوية»، مضيفاً، الحوثي جاء بفكر إيديولوجي يدعي أنه محافظ جعل المرأة مقاتلة ومخبرة ومعذبة للسجينات، وإنشاء فرقة الزينبيات يشبه تماما الكتائب الثورية الإيرانية من النساء وقد نقل المرأة من حالة المهمة الأساسية لها كربة بيت، ومساندة للرجل في المجتمع اليمني إلى حالة توحش بشكل كامل، المرأة اليمنية تعرضت لانتهاكات كبيرة للمرة الأولى في تاريخ اليمن وذلك على يد ميليشيا الحوثي.

وأكد البيل أن ميليشيا الحوثي أنشأت العديد من المراكز الصيفية للطلاب وخصوصا في منطقة صعدة التي سجلت فيها أرقام قياسية لتسرب الطلاب من التعليم العام، مشيراً إلى أن ميليشيا الحوثي تعمل على سحب الطلاب من المدارس.

وأضاف أن ميليشا الحوثي التي لا تتوانى في استغلال كل فعالية أو مناسبة لتمرير مشروعها الإيراني الخبيث، وجدت ضالتها في المراكز الصيفية خصوصاً في محافظة صعدة التي تنتشر فيها الأمية بشكل كبير.

وبين أن ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران تزج بالأطفال في جبهات القتال ومنهم من يقتل ومن يعود بعاهة مستديمة وفرزت مشكلات نفسية في المجتمع وآثارا عميقة على الأطفال وذويهم.

وأكد الباحث السياسي د. فارس البيل في ختام حديثه لـ «الرياض»، أن الميليشيا زرعت أكثر من مليون لغم لليمنيين، وبشكل ممنهج وبتقنيات متدرب عليها على يد أفراد الحرس الثوري الإيراني، مشيراً إلى أن الميليشيا في الحديدة زرعت الألغام في كل شارع، وأصبحت المدينة مثل الكلمات المتقاطعة، والأسوء من ذلك أن الأمم المتحدة لا تتحدث عن هذا الموضوع.