مقابر مكلفة في صنعاء وجوعى يموتون على الأرصفة

المدنية أونلاين ـ صحف :

معالم باهتة من البؤس، ومقابر مكلفة تفنن الحوثيون في تشييدها، والعشرات من السجون المبثوثة في أنحاء المدينة، وجوعى يموتون على الأرصفة. هذا ما يجده المتجول في شوارع العاصمة صنعاء، حاضرة اليمن الأولى. غابت الإعلانات اللافتة، ولم يعد هناك سوى صور مجسمة لقتلى الجماعة الحوثية وشعاراتها الداعية إلى مقاطعة أميركا وإسرائيل، ومقتبسات من خطب عبد الملك الحوثي زعيم الانقلاب.

لا يكاد يخلو مقر حكومي أو مؤسسة من اللون الأخضر الذي تتخذ منه الجماعة رمزاً لهويتها، ويمتد الأمر إلى المدارس والمستشفيات والمباني الحكومية للوزارات، وصولاً إلى أيقونة صنعاء المدينة القديمة التي باتت جدرانها مكاناً أثيراً لأصباغ الشعارات الحوثية.

رصدت جولة لـ«الشرق الأوسط» في العاصمة اليمنية المحتلة من قبل الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، المنتجات المستوردة من الشرق والغرب، سواء ذات الطبيعة الاستهلاكية الأساسية أو الكماليات بشتى أنواعها، وهو ما ينفي مزاعم الحصار الذي تتحدث عنه الجماعة على صنعاء، بل إن أغلب المواد الاستهلاكية تجد منشأها من إحدى دول التحالف الداعم للشرعية.

لكن المشكلة كما يقول أحمد، وهو صاحب متجر لأدوات التجميل، ليس في توافر السلع، وإنما في القدرة الشرائية للناس، مؤكداً أن زبائنه تناقصوا إلى أكثر من 50 في المائة منذ سيطرة الحوثيين على صنعاء، وهو ما يجعله على حافة الخسارة المرتقبة في حال استمر الوضع على ما هو عليه.

وفقدت آلاف الأسر في صنعاء مصدر دخلها المتمثل في الرواتب الحكومية، بينما لا يزال بعضها يكافح للبقاء معتمداً على ما يبعث به الأقارب من تحويلات من دول المهجر، غير أن انهيار العملة وتضاعف أسعار السلع إلى أكثر من 200 في المائة منذ الانقلاب، لا يزالان يثقلان كاهل الجميع، وغالبيتهم يرجعون السبب إلى تخلف الحوثيين عن دفع الرواتب لما يربو على عامين.