المدنية .. الدولة والموقع

بعد ثورة الشباب التي أطاحت بصالح عن رئاسة الدولة ..بدأت الدعوة إلى يمن جديد ودولة مدنية حديثة .. وكان لمصطلح "الدولة المدنية" رواجاً في الأوساط الشعبية والرسمية وإن كان البعض لم يفهم بعد معنى هذا المصطلح فهماً صحيحاً، لكن الوعي الجديد الذي تبلور عقب الثورة وأعطى زخماً واسعاً في التطلع وإستشراق المستقبل، كان له أثراً ايجابياً حتى على مستوى "الفهم" الذي ظل لعقود محاصراً بالآلة الإعلامية الرسمية لنظام الحاكم المستبد.

 

لقد بدأ الشباب المثقف يعطون تفسيراً جديداً وممتعاً لمصطلح "المدنية"، وإزالة مالتبس في الأذهان عن كون "المدنية" مصدراً خطر على الهوية الثقافية والحضارية.

 

وعليه فإن "الثورة" التي جاءت بالحرية، وفكت العقل من أساره، وبدأ التفكير الجديد و"الابداع المحبوس" ينطلقان من عقالهما .. وينبريان ساحات الإعتصام من خلال فوجاً كبيراً من الموهوبين والمبدعين الذين شحذوا همم "المعتصمين" بالمقالة الأدبية والخطابة السياسية والأغنية الوطنية والنشيد الثوري والمسرحية الهادفة ،، بل حتى من خلال الخطوط والرسوم،  حتى كان "يمن" ما بعد الإطاحة بنظام صالح أنصهر في بوتقة "الابداع" فكانت ساحات " الاعتصام" لوحات فنية بديعة تجتذب المشاهد الذي كان يحس من خلالها بألق الثورة ومدينة الدولة الجديدة المنشودة.

 

إلى ذلك فإن قيمة "المدنية" اون لاين الموقع تكبر حين ندرك أنه سوف يسهم في رفد الوعي الجديد المتطلع إلى يمن جديد رغم همجية "الانقلابيين" الذين يسعون جاهدين بكل أدوات العنف الى عودة عجلة التاريخ للوراء.

 

لذا نتمنى أن يعمل القائمون على الموقع بكل ما أوتوا من طاقة وإبداع لإبراز "المدنية" في الثوب اللائق بها ،، كون الموقع سيمثل برنامجاً شاملاً للدولة المدنية المنشودة .. وبهذه الجملة الأخيرة التي اكتب أرجو أن لا أكون قد أسرفت في "الحلم" .. لكني أيضاً أرجو أن تزدهر "المدنية"!

مقالات الكاتب