الشهيد القائد عائد الجعدي ورفاقه بطاهرة دمكم انرتم درب كفاحنا

توشح ليلنا السواد واظلمت في اعيننا الدنيا وضاق الافق ساعتها احسسنا ان الامل توقف عند فاجعة نباء استشهاد قائدا كالشيخ عائد الجعدي البطل الذي في ركب رحيله المقدس أختار المولى عزوجل اربعة من خيرة الشباب صفوان عبداللطيف, وفارس الحجري ,واحمد عباد وعلي بن علي ليكونو رفاق دربه في مفتتح ملاحم تبعهم فيه بعدها العشرات من الابطال الميامين افتدوا العقيدة والارض والعرض بالارواح راجين انتصارا مشرفا تصان به العزة وتحمى الكرامة او قبولا لدى الرحمن برجاء الشهادة مخلصين.


كانت البلد قد سقطت بيد الغزاة وجميعنا دون استثناء نتوجس من مالات القادم لا مشهد يرتسم امامنا غير مساجد تهدم وبيوت تفجر ورجال يقتلون بغدر واخرون يذوقون مرارة القهر موتا مرات ومرات يوميا , طرق الغزاة ابوابنا من المنافذ الشمالية يقودون جحافلهم نحونا بنفس نشوة الانتصار وعلقية الاذلال وجبروت القمع التي استباحو بها البلد شمالا من صعدة وصولا لتعز, كانت الصبيحة وتحديدا طورالباحة واحدة من خيارات طرق مرورهم لعدن وبين استكانة فقراء واستسلام عاجزين يسدل الليل ستاره ايضا على خونة ينتظرون ثمن الهزائم ومكافاات الغزاة.


الصادقون انفسهم يتحرقون لصد صلف المليشيات الا ان صدقهم المتردد احتمل الصمت حتى يفرجها الله او يقيض للمرحلة من يغامر بقيادتها ولايستكين . فكان الشيخ عائد الجعدي هو محور الاجماع لاستنهاض الرجولة ومغادرة سراديب الوهن فلم تكن في هذه الديار نفوس تقبل ان تعير بجبنها في مواقف الصراع العادية فكيف لها ان تقبل بصفة النكوص والارتداد على الاعقاب توليا يوم زحف في معارك حماية العقيدة وانقاذ الوطن.

 
جمع شتات الناس معلنين كلمة الفصل نموت ولا نرض الذل لم تكن مجرد شعارات بل احتشد الابطال وبقيادة الشيخ الجعدي كان الرد واقعا ومنعت اولى محاولات دسائس الغزاة في المنطقة فاضحت محرمة عليهم بعدها مكرمة بانه لم تداس على ترابها الطاهر بقدم للغزاة.


لقد تصدر القائد الهمام مشهد المواجهة وهو يدرك المخاطر لكنه تجاوز كل محاولات التثبيط وبعقيدة المتدين تحدث وبشهامة القبيلي الاصيل تعامل حتى مع الاعداء في لحظات استجارة انهزامهم , وبحكنة القائد الفذ تعاطى مع مستجدات ماكان يحيط بالجميع . لم يكن هناك مايقلقنا ابدا طالما وعلى راس الابطال هو الا ان ارداة الجبار سبقت.


رغم احزاننا وفداحة الخسارة الا ان دعواته ماتزال ملهمة ليبرز المزيد من الابطال فكان على ذات الدرب الى اليوم عشرات القادة ومئات من اسود الصبيحة يسطروا بطولات مذهلة في مواجهة الغزاة . والاشرف من ذلك كله ان يصطفي الله عزوجل مايزيد على 400 شهيد ومئات من الجرحى في سبيل الحق.


ايها البطل اننا لانجد اليوم في ذكرى استشهادك ولكل الشهداء الا ان نكرر باننا سنظل باقون على العهد وفاءا لدمائكم الزكية فاما عزة وكرامة للجميع واما شرف اللحاق بكم بشموخ لايقبل الانكسار.

مقالات الكاتب