قناة حمادة والتجنيد في عدن!

قناة حمادة ، اليمن اليوم : استنكار شعبي لقرار التجنيد في عدن ! احدهم بدا مرتبا ، يلبس نظارة وبدلة نظيفة ، ضمن عينة تريد القناة ان توحي بأنها عشوائية ، قال في التقرير : ليش التجنيد واحنا معانا جيش؟ الأهم ان التقرير ، ينتهي بخاتمة تتحدث عن تجنيد على أسس مناطقية ! ماهو الوطن الذي يريده صالح ونجله وتحالفهم الانقلابي ؟ ١٢٠ الف من أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية جرى ابعادهم قسرا في ٩٤ من الجيش والأجهزة الأمنية، حولت الوحدة التي يتشدقون بها الى قاطع طريق، فقتلوها باكرا.

 

أكيد الإبعاد تم على أساس وطني ! حكاية تمرد السقاف وحدها في عدن دليل على نوعية الجيش والأمن الذي بني على أسس وطنية خالصة ! قائد ومعسكر يرفضون قرارات الرئيس الشرعي للبلاد وينفذ أوامر تحالف طائفي انفصالي في صنعاء، لديه الاستعداد لإحراق المدنين وإشعال حرب بشعة تلبية لنزعة طائفية ومناطقية ولا شيء آخر.

 

ربما يفكر بتسليم المعسكر للقاعدة التي تعمل ضمن الفريق نفسه، ليتسلى التحالف لاحقا بالمجازر ، وتهم الداعشية التي انتهت الى إلصاقها بهادي نفسه ! هذا التصرف وحده يحتاج الى تجنيد عشرات الآلاف وهو القرار الوحيد الذي كان ينتظره الناس من هادي منذ ٢٠١١ ، مع اعادة المسرحين قسرا . هذه هي ذهنية الغطرسة والاستعلاء التي تعتقد ان اليمن ليست اكثر من مزرعة لعصابات طائفية، يجب ان يظل قرار البلد رهن هيمنتها المتعصبة حتى لو كانت متمردة على الشرعية ، وغارقة في كل ماهو قبيح وضدا على كل ماهو يمني.

 

للتذكير فقط : نحو 90 في المئة من قوام الجيش والأجهزة الأمنية ينتمون لمحافظات محددة في الشمال ! اعرف أنكم لا تحتاجو ن للمزيد من الإحصاءات، فألوية الجيش رفضت القيام بوظيفتها الدستورية في صنعا، وسلمت قيادها ببساطة لتحالف الميليشيات ، وتريد مواصلة المسلسل في عدن وفق منطق : الرئيس " مش هو من عندنا " . هل هذا جيش ام ميليشيات ؟ من أراد ان يرى دولة ، فالعبور اليها لن يتم الا بإعادة تشكيل جيش وطني ، مؤلف من جميع محافظات البلاد، يتم بناء هياكله ووحداته والويته بطريقة تمنع هيمنة منطقة او طائفة او قبيلة ، ولاؤه لليمن والدستور الذي سيحدد طبيعة وظيفته . مادون ذلك ، لن تكون سوى دورات لانهائية من الصراع والعنف والاقتتال ، وهيمنة منطق التغلب والعصبيات.

مقالات الكاتب