ان حدث الانفصال-لاسمح الله-فلي امنية؟

كل الوقائع والاحداث على الارض،وكل المؤشرات المتجلية في الافق القريب داخليا وخارجيا،تشير بوضوح،واتمنى ان تخيب،تشير بوضوح بان سياق الاحداث في اليمن يتجه نحو تحقيق اعادة الانفصال،شمال وجنوب،ليس فقط خروج الرئيس السابق عبدربه منصور هادي من العاصمة صنعاء وتوجهه على نحو بوليسي غامض الى عدن ولا خطوات اقامة مؤسسات ومقومات دولة التي يقوم بها في الجنوب،فحسب،ولا طبيعة الاحداث التي تجري في الجنوب منذ مدة طويلة فقط، بل مانشاهده من اغلاق لبعض السفارات وسحب طواقمها الديبلوماسية في صنعاء وتعيين سفير بريطاني جديد متزامنا مع تصريح للخارجية البريطانية بان السفير الجديد سيمارس مهامه الديبلوماسية من مكان آخر غير العاصمة صنعاء ، والمكان المقصود منطقيا هو عدن، مع توقع حذو دول اخرى حذو بريطانيا في هذه الخطوة، اضافة الى سلسلة محاولات اغتيال قائد المنطقة العسكرية الاولى اللواء عبدالرحمن الحليلي والمتكررة والمتتقاربة زمانا، وغير ذلك من الوقائع والاحداث التي تشير الى عمل دؤوب لعودة الانفصال على نحو سلسل ، وإذا لم يخيب الله توقعاتي وتحقق الانفصال فاني اتمنى:

 

١)ان يتعامل الجميع مع هذا الاحتمال، ان حدث،بأقصى قدر من الحكمة والمسؤولية والحرص،بعيدا عن التشنجات وردود الفعل الغاضبة، من منطلق الايمان بحقيقة ان الشعب باق وثابت وخالد وكل الصيغ السياسية والكيانات السياسية متغيرة ومتبدلة ، ولئن اخفقت تجربة الوحدة اليمنية بسبب اخطاء وتجاوزات ذاتية وموضوعية فادحة فانها لن تكون خاتمة المطاف ولا نهاية التاريخ، والاجيال القادمة ستكون، بدون شك، خالية من العقد والحساسيات المتراكمة التي ظلت قياداتنا السياسية التاريخية والمعاصرة، ولاتزال، اسيرة لعقدها وامراضها، وسيكون بمقدور الاجيال القادمة بعقلياتها النظيفة والواعية اجتراح تجارب انجح واسلم ليس على طريق الوحدة اليمنية فحسب بل وعلى المستوى القومي العربي .

 

٢)ان يكون الجميع مهيأ ليس فقط لتقبل الامر الواقع الجديد والتعامل معه بايجابية على طريق قيام افضل علاقات الاخاء والتعاون بين دولتين لشعب واحد، بل اتمنى ان تكون دولة الشمال دولة اتحادية بالفعل والممارسة في اطار كيانها السياسي من خلال جعل دولة الشمال مفتوحة لكل من يرغب من ابناء الجنوب بالعيش فيها مواطنا متساوٍ تمام في حقوق وواجبات المواطنة مثله مثل سائر مواطنيها دون تمييز او انتقاص مدنيا كان ام عسكريا.

 

ان هذه الامنية المحددة بالنقطتين آنفتي الذكر تتوخى الحرص بكل السبل والوسائل على الاخاء والسلام والتعاون بين الشعب الواحد في الدولتين، وسد كل الثغرات امام كل عابث بحاضره ومستقبله ينفث سمومه لبث الفرقة والاحقاد والكراهية العمياء والحروب والاقتتال بين ابنائه، وتنطلق من ان ذلك كفيل نتهيئة الارضية والمناخ الملائمين لاعادة اللحمة السياسية الى ربوعه ولو بعد حين وتتوارى كل القيادات السياسية التي تسببت عقدها وامراضها ونرجسيتها واهوائها في صنع مسلسل المآسي والكوارث التي عصفت بشعبنا ووطننا واوصلته الى الحال الذي نراه بكل الم وعذاب.

 

اسأل الله ان لايحدث المتوقع وان حدث ان يلهم القائمين بالامر الحكمة والرشاد وتغليب السلام والاخاء على التطاحن والكراهية والله سبحانه الموفق وهو الهادي الى سواء السبيل وله الامر في الاولى والآخرة.