الرسالة قبل الأخيرة إلى جماعة الحوثي

كنت دائماً أقول أن "الوجع" هو الرابط الوحيد الذي يجمعنا بجماعة الحوثي والزميل محمد المقالح المقرب من الجماعة يشهد على ذلك وقد قام بنشر ذلك في صفحته أثناء مقابلة سابقة شاركت بها في قناة السعيدة بعد سؤل المذيع الذي وجهه لي حول علاقة الحراك الجنوبي بحركة الحوثي .

 

اليوم تغير الوضع وصارت الحركة التي ظُلمت لفترات طويلة طيلة الحروب الست هي من تمارس ذات السلوك الذي مورس عليها في وقتً سابق ، وهذا الأمر مؤسف جداً ..

 

كنا نقول أن الحوثي سيكون حركة دينية  معتدلة ويواصل ما عرف عن الحركة الزيدية التي لا نملك لها أي عداء ..والتاريخ يقول أنه لا يوجد أي عداء بين الحركة الزيدية والشوافع - أتحدث للتوضيح فقط لمن يريد تصوير الأمور كصراع طائفي ربما يُجهز له بين الجنوب والشمال - ولهذا كنت أظن أن جماعة الحوثي تعمل بشكل سياسي حذر خصوصاً مع الكم الهائل من التحريض الطائفي ضدها ..

 

 للأسف الإعمال العسكرية التي أقدمت عليها الجماعة منذ فترة والتي تقدم عليها ألان بحق قيادات جنوبية وتمارس ضدها الحصار المطبق وتمنعها من مغادرة صنعاء ، سيولد عداء جنوبي حقيقي - حتى لو كانت هذه الممارسات تحسب سياسية - لكنها ايضاً ستستغل طائفياً ..

 

 من المؤسف أن نشاهد الجماعة التي تحب تلقيب نفسها بجماعة -أنصار لله - تقدم على ممارسات قذرة ضد أي شركاء سياسيون وبهذه الطريق التي تشبه التخلص الزيدي من الشركاء السياسيون الذين لا ينتمون لذات مذهبها  .

 

سقطت جماعة الأنصار- أخلاقياً - وبقي الله حينما ظلت طريقها صوب التغيير الحقيقي التي كان تسير به ، وحتى وهي تقدم نفسها كمحاربة للفساد فهي تقدم بنفس الوقت على ارتكاب أبشع الاعمال التي لا تقل عن الفساد بشيء .

 

ندعو جماعة الحوثي بحق السجون المشتركة التي جمعتهم بأبناء الجنوب داخل زنانين صالح سرعة الإفراج وفك الحصار على كافة المعتقلين والإسرى الجنوبيين لديها وعلى الفور وتفويت الفرصة على من يريد إشعال حرب طائفية لن تنتهي ،وليطرح الله لهم البركة بإسقاط صنعاء ويحفظ الله لنا عدن والجنوب .

 

سيقع الحوثي في الفخ أذا اخذته نشوة الانتصار واقدم على التخلص من خصومة السياسيين بهذه الطريقة القاسية والتي ربما تشغل الحوثيين على مدى الأعوام القادمة وتدخله في حروب هو في غنى عنها وتجعله وبدون شعور يتراجع للوراء  حتى يصل مران مجدداً وهناك يصحو إلى غير رجعة.