سحـر "هـادي" الذي فـرّق العائلـة..!

على وتر ذاك اللحن:"حميد هرب.. محسن هرب.. هرمنا من أجل تلك اللحظة التاريخية"، وأنت يا سعادة الزعيم ترى أين تقبع الآن ، أنت عاجزٌ كأقرانك الحُمر الهاربين، الذين باتوا خارج (نطاق الخدمة)، فيما تغطية هادي تسودُ المكان، لقد أضحى الرجل الأوّل في البلد، ورجل القصر الجمهوري، الذي كان صالح يسكن فيه عقوداً خَلَتْ، أخذ مكانك، وصار يستقبل الناس، يصافحهم في العيد ويهنئ شعبه اليمني بكافة أطيافه، ولا ينسى البتّة التشديد في كل خطابٍ له على (متلازمة الوحدة)، دون أن يخرج عن النص، الوحدة - أيضاً - مهمة بالنسبة له، مثلك تماماً عندما كانت مهمة لك!، لقد كنت تصافح الناس إلى وقتٍ قريب، ثم ما إن تلبث تختطبُ فيهم خِطاب الواعظين..!

 

اليوم صرنا نسمع أخبارك و(أصدقاء السوء) الذين كنت تصحبهم،  كما لو أنهم فئران تتخفى في جحورها، أنت وكل المختفين (قسراً) هذه الأيام على الأقل؛ لتظهر بعدها في وسائل إعلامك، ببطولة أنه لا يليق بك الهروب، (أي خرفٍ هذا الذي وصل إليه الزعيم) الزعماء لا يردّدون هذا الحديث، ولا يصطادون صيوداً صغيرة، ولا يثرثرون كثيراً أمام الناس، الزعماء لا يحتاجون للقبائل، لكن القبائل هي من تحتاج إليهم وتتودّد منهم ، هل صارت البطولات عندك على هذه الشاكلة، (أنك لم تغادر صنعاء) أهذه بطولة تستحق الذكر يا قوم ، المعركة لما تبدأ بعد والعبرة في "من ينتصر أخيراً يضحكُ كثيراً"، ثم لا تنسَ أن فرعون قال: أنا ربكم الأعلى، فهوى، ثم هل جربت ما مقدار المرارة، التي تتسبب بها عندما تقصي أحداً،هادي يضعك اليوم (مفعولٌ به) ممنوع من النصب..!

 

 

إنزل من برجك العاجي، لا نريد لك سقوطاً أكثر مما قد حدث لك حتى الآن، لقد صِرت نُسخةً مقلدة من زعامات جبنة لورباك، زعيم (خشبي ومحروق أيضاً) ، لقد هوى بك هادي بفأسه وأرداك الجحيم، يظنك صنماً قد أخذت حظك من عبادة الأولين، ربما تيمّن بنبي الله إبراهيم، وربما هو لا يؤمن بقول أصحاب الضلال المبين:"إنا وجدنا آباءنا على ذلك، وإنا على آثارهم مقتدون" ، نتخيلك وأنت مجرد أداة تُستخدم بيد غيرك، نتخيلك وقد صرت إلاه (حربٍ) وإله (حزبٍ) بات يبحث عن أبٍ شرعي يحتوي تسكع آرائه، وقياداته السياسية في كل اتجاه..

 

قريش كانت كحزبك، تعبد آلهتها التي حوالي الكعبة منذُ زمنٍ طويل، والآن صار لهم آلهة على هيأتك، آلهة وزعماء على كراسي، ليس هناك فرقٌ كبير فيما بين الزمنين السابق واللاحق، ما زالت الأوثان حول الكعبة، وما زالت الشياطين تغوي لعبادتها اليوم في (جزيرة العرب)، حتى إن استيأست من دعوتها تلك، التي تقول عنها دعوة لزوم الواجب.

 

إبنك أحمد أيضاً صار مثلك يا حضرة الزعيم، صار طريداً في دولة أخرى؛ كشابٍ مراهق في العشرينيات من عمره، كما لو أن أباه قدّم رِشاً؛ كي يتم ابتعاثه إلى الخارج؛ حتى يضمن لابنه مستقبلاً أفضل، آهٍ كيف تصنع بنا الأيام، من أعتى قيادةٍ للقوة الضاربة في اليمن، إلى طالبٍ مبتعثٍ على كرسي في سفارة الإمارات، للعلم الكل يشتكي غياب ابنك عن مقاعد (الدراسة في السفارة) لا أقصد فيلم"السفارة في العمارة"، هذا فيلم آخر بطله ابنك يا زعيم، الآن بتنا نسمع أنه يعاني من اكتئاب مزمنٍ؛ لأنه حُرِمَ من حُكم اليمن بعدك كما كان مؤملاً، راح يحجُّ باكراً كي يحسن خاتمته، أحياناً نزوة الشباب، تطغى فجأةً ثم تنتهي فجأة، من غير ميعاد..!

 

ابن أخيك "قائد الأمن المركزي" الذي كان يُطلق تصريحات، تم تصنيفها في خانة التصريحات العبثية أو الاستهلاكية، ربما أثبت أنه ليس (أدّها وأدود) عقولة إخواننا المصريين، وحتى هذا الآخر مثلك، أو ربما أقل منك، مشكلة يا زعيم أنك وضعت - مستثمراً - أقرباءك جميعاً في سلَّة بيضٍ واحدة، قد تذهب الأموال التي لديك أدراج الرياح، كلهم "عساكر"، كان يجدر بك أن تنشأ منهم تجاراً ومهندسين وغير ذلك..، هكذا تضمن أن المتغيرات ستحفظ صالحك العام، ربما..

زميل دراستك هادي - وحده - المختلف عن سلالتكم، هذا ما تقوله لنا الأيام حتى الآن وأنت كذلك، نرجوا ألا تغير لنا أحاديثها ، كان هادي مسكين في أحد تسريبات فيديوهات قناتك، عفواً أقصد قناة "هادي اليوم"، وأنت تحرم بالطلاق عليه بأن يجلس على الكرسي الذي أَلِفْته والذي يتصدّر المجلس، وأن يتخيل نفسه (رئيساً كاملاً) إبان نشوب الثورة الشبابية، ولو لفترةٍ ضئيلة، كان هادي طيباً وديعاً، كما لو أنه اليوم - فقط - جاء من قريته الوضيع في أبين، ولا يعرف شيئاً مما تأمره به، وقد أصبح رئيساً ، أقصد رئيساً لم يتم بعد (تحفيز فعالية رئاسته) آنذاك، كان طائعاً ذلولاً يُسقي الحرث، ولا نريد هنا أن نناقش لماذا تم تسريب ذلك (الفيديو غير المتداول بين العامة)، الذي يظهر هادي بحالة الضعف تلك، ما لفت انتباهي في ذلك الفيديو ليس هشاشة هادي، بل إحدى نظراتك، في وجه الرجل، كنا نرى في وجهك ما تريد أن تستشرفه في قسمات خارطة وجه هادي، تُرى ماذا يخبئ الدهر، تحت إبط هذا الرجل؟!، فأجابك الدهرعلى عجلٍ (حتى الآن)..، إغلاق قناتك، التحكم بما كنت تدعي بأنه مسجدك الذي يحمل اسمك، تفكيك داخلك العميق..، والباقي سنقرؤه بين كفي قدر هادي في الأيام القادمة..

 

 

يا سعادة الزعيم المفدى لقد باتت انجازاتك ركيكة وضحلةٌ جداً ، لقد بِتَّ وأتباعك تتباهون بأنّ الزعيم هنا، ينتصر أو يموت..!، الزعيم لا يخرج من العاصمة، الزعيم اليوم بكل جلاله، يتحدث عن وجوده في وكرٍ يختبئُ به، في أرض لطالما كان سيدها، نعرف ما بيديك الآن؛ ولكنك صرت كهلاً عجوزاً، لا تقدر على فعل شيء، مثلك مثل (شقيقك) الجنرال الهارب من قبضة العدالة (الخاصة) بالحوثيين ، الأحمر أيضاً لم يخرج، هكذا يُشاع و إن خرج، مالفرق بينكما ، ربما محسن لا يتحدث كثيراً قد يعود دون حديثٍ، بينما أنت تشبه الأطفال عندما يتحدثون باللعن والسب وبأقوالك التي ستفعل وستحدث دماراً واسعاً، ربما وصلنا إلى قناعة مفادها أنَّ كلَّ ما مر نتيجة جهلٍ وقصورٍ حادٍ في الوعي، وطفولةٌ لا تتقصد ما تقوله حينها، حتى إن أبديت تحدياً، بمعاودة فتح "قناة هادي اليوم"، ستجدُ أنه فقط سوء حسبةٍ سياسية، سرعان ما تعود لجادة الصواب، وإذن كلكم هكذا..، ووحده هادي الجريء والمختلف عنكم إذ استطاع تقدير الأمور، بوضعكم في وسط وادٍ تهيمون..!

مقالات الكاتب