غروندبرغ مبعوث سلام على هوى الانقلاب!

من يتابع مسار المبعوث الاممي إلى اليمن هانس غروندبرغ منذ توليه مهمته يكتشف ان خطابه وتحركاته لا تعكس حيادية الوسيط الدولي الذي يفترض ان يعمل على انهاء الحرب وتحقيق سلام عادل بل تميل في كثير من الأحيان الى مواقف تصب في صالح المليشيات وتكرس نفوذها السياسي والعسكري.

فتصريحات غروندبرغ الدائمة امام مجلس الأمن دفاع ضمني وتقويض لمسار التحرير والتي تتكرر في كل جلسة تقريبا تحمل رسائل غير مباشرة تدافع عن بقاء المليشيات كطرف سياسي قوي وتضعف اي خطوات تتخذها الشرعية وحلفاؤها لتحرير صنعاء او استعادة الدولة والأسوا من ذلك انه يلتزم الصمت تجاه الانتهاكات الجسيمة التي تمارسها المليشيات بحق المدنيين من اعتقالات للنشطاء والصحفيين وصولا إلى قمع النساء وتعذيب المختطفين في السجون السرية.

بدلا من الضغط على الطرف المعرقل للعملية السياسية والمستفيد الاكبر من الحرب نرى المبعوث الاممي يساوي بين الضحية والجلاد ويسقط من حساباته حق الشعب اليمني في انهاء الانقلاب واستعادة الدولة ، هذا الصمت الممنهج واللغة الدبلوماسية المائعة التي يستخدمها لا تؤدي الا الى اطالة امد الصراع واعطاء المليشيات الوقت الكافي لترتيب صفوفها عسكريا وسياسيا.

المفارقة ان اي تحرك فعلي من المبعوث لا يظهر الا عندما يتعلق الامر بالمصالح الأمريكية والبريطانية والتحالف وخصوصا في ما يخص البحر الاحمر وحرية الملاحة والاهداف السياسية للتحالف العربي هنا يتحول غروندبرغ الى وسيط نشط ومندفع ويطرح مبادرات عاجلة بينما معاناة الشعب اليمني تحت الحصار والقصف والانتهاكات اليومية لا تحظى بنفس الاهتمام او العجلة.

ان خطر تصريحات وتحركات المبعوث الاممي تتجه شيئا فشيئا نحو ترسيخ فكرة التسوية على قاعدة الاعتراف بالمليشيات كسلطة امر واقع وهو ما يمثل خيانة واضحة لقرارات مجلس الأمن وعلى راسها القرار 2216 الذي ينص على ضرورة انهاء الانقلاب ونزع السلاح واستعادة مؤسسات الدولة.

السلام الذي يسعى اليه اليمنيون ليس اتفاقا هشا يمنح المليشيات شرعية جديدة بل سلام قائم على العدالة ورفع المعاناة وضمان الحقوق ومحاسبة من تلطخت ايديهم بدماء الابرياء اما المسار الحالي الذي يقوده غروندبرغ، فيبدو أنه يضع راحة المجتمع الدولي فوق كرامة اليمنيين وحقهم في دولة امنة ومستقرة.

مقالات الكاتب