التسامح والتصالح
مر على انطلاق قطار التسامح والتصالح نحو عقد ونصف تقريبا وفي كل يوم نشعر بالحاجة لركوب هذا القطار لتجديد الروح وتنقية النفس وتوطيد العلاقات ونبذ الخلافات حتى يصل هذا القطار الي غايته.
التسامح والتصالح ليس مجرد شعار يرفع هنا وهناك بل هو مشروع كبير مليء بالقيم والدروس يحملنا من براثن الماضي وما علق به من سلبيات الي افاق المستقبل وما يحفل به من فرص لايمكن ان تتحقق الا بالتكاتف والتوحد والاجتماع.
من جمعية ردفان كان انطلاق قطار التسامح والتصالح العام 2006 على ما اعتقد وفي انطلاقته الاولى اثار الكثير من الجدل والكثير من الغضب لدى السلطات الحاكمة يومها والتي اعتبرته مشروعا خطيرا ينبغي مواجهته بكل الوسائل لانه يحرر الجنوب من اوزار الماضي وحالة اللاوعي ويحمله الي مكان اخر حيث تفك القيود والاغلال ويتحرر المارد من القمقم الذي وضع فيه ليصنع الأمل لشعب عانى طويلا وآن له ان يثور و ينتصر.
ان التسامح والتصالح كان احدى المشروعات المهمة التي كان لها الفضل في الانتصارات التي يحققها الجنوب اليوم وما يزال جنوبنا بحاجة لهذا المشروع باعتباره قيمة اخلاقية وانسانية تسهم في تنظيف الوعي والارتقاء به الي مدارك الحقيقة والحرية لصناعة غدا افضل لشعبنا.
اقترح على المجلس الانتقالي انشاء دائرة خاصة ضمن دوائرة المعروفة تعنى بالتصالح والتسامح ويكون لها رؤية واهداف وتقوم بانشطة مدنية مختلفة لتعزيز قيمة التصالح والتسامح بين اوساط المجتمع وتشرف على الاحتفالات بهذه المناسبة لتجذير هذه القيمة الانسانية في العقل والوعي الجنوبي لجعل المستقبل اكثر امانا والمشروع الجنوبي اكثر صلابة ورسوخا.
ان ما تحقق للجنوب اليوم هو بفضل كل التضحيات التي قدمها الجنوبيون كلا من موقعه ونأمل ان تقود المرحلة المقبلة الي مزيد من التقارب بين المكونات الجنوبية من شانه ان يعزز الجبهة الداخلية ويمتن وحدة الهدف والمصير المشترك ويمنح السياسة فرص المناورة وترتيب الاولويات المرحلية لتحقيق تطلعات شعبنا.