نجاح الاتفاق المعدل في تغيير المعادلة على الأرض

يستحق اليمنيون أن يكافؤوا على صمودهم و ثباتهم، طوال ست سنين، في وجه الإمامة الحوثية الكهنوتية، و من خلفها دعم المشروع الإيراني المتواصل، و حتى لا يسأل سائل من أين و ممن تكون هذه المكفأة ؟ فإن الإجابة الصائبة في نظر هذه السطور، هي أن يتصدى اليمنيون جميعا في بنيان مرصوص ؛ للقيام بتقديم هذه المكافأة .

يستحق اليمنيون من اليمنيين أن يقدموا المكافأة، و أن  يحددوا الأولويات ؛ بفرض من دين، و وازع من ضمير ، و واجب من وطنية.

 وإن أفرض الفروض، و أوجب الواجبات هو أن يصطف الجميع في خندق السعي لتحقيق الهدف الوجودي الأهم، و المتمثل بمواجهة مليشيا الحوثي، تلك المليشيا التي يستخفي من ورائها المشروع الإيراني الذي يخوض حربا ضد اليمن، و المتربص بما وراء اليمن.

والمكافأة إذن هي صف و اصطفاف، و بنيان مرصوص يهزم مشاربع إيران في المنطقة.

تم التعديل لاتفاق الرياض نوفمبر 2019م. و أبدت الشرعية مرونة بحكم واجب المسؤولية، و يفترض مع هذه الروح المسؤولة أن يقوم الجميع بمساندة الشرعية و دعم تنفيذ الاتفاق لإخراجه سليما معافى إلى الواقع.

إن أي تربص بالاتفاق، أو التعامل معه باعتباره مجرد خطوة نحو الوصول الى أجندة خفية، فإن ذلك لا يعني أقل من أنها نيّة تتربص باليمن، و تكيد باليمنيين، في وقت تقتضي فيه الرجولة، و مواقف الشرف، و مبادئ الصدق  أن تنحاز كل الأطراف،  و كل القوى السياسية و الاجتماعية إلى مصلحة الشعب و الوطن، و مصلحة الوطن و الشعب تقتضي العمل على إنجاح الاتفاق ؛ ليتسنى لليمنيين إفشال المخطط الإيراني، و بالتالي إسقاط مشروع الإمامة الحوثية.

لقد جرّت المناكفات، و تصفية الحسابات الجانبية الويلات على اليمن، و استمرار التفكير بتلك العقلية المدمرة، من هذا الطرف أو ذاك، و من هذا الحزب أو ذلك التنظيم ؛ إنما يكشف عن عقليات يتعامل بها بعض عقال الحارات، ممن يفتقرون إلى أبسط القدرات، أو بعض عدول القرى النائية ممن لا يتجاوز تفكيره حدود قرية صغيرة !

يسعى المشروع الإيراني بكل ما أوتي من قدرة للتمدد على حساب العرب أجمعين، و في هذا عنصر تحدٍ كبير لليمنين ؛ يلزمهم أن يكونوا يدا واحدة، و أصحاب هدف سامٍ لا يرون معه إلا هذا العدو الماثل أمامهم في كل اتجاه.

لقد اختارت إيران  - بإصرار و ترصد - إعلان العداء للعرب، بدوافع انتقام تاريخية، و بهوس عنصري قديم، و بتحريض استعماري مكشوف، ساعدها الغفوة التي تعيشها عروبة اليوم، حتى تقزمت قومية البعض إلى أن صارت نزعة قروية بشعارات قومية:

 يا  أمة  العرب  التي  هي  أمنا           أي  الفخار  نميته  و  نماكِ

       يمضي الزمان و تنقضي أحداثه       و هواك منا في القلوب هواكِ

 يطمح اليمنيون بمكافأة خالصة من اليمنيين، مكافأة  تتمثل بتغليب مصلحة الوطن و التي جوهرها الاستراتيجي الاصطفاف الكامل لمواجهة المشروع الإيراني، و إسقاط مشروع الإمامة الحوثية.

المأمول من اتفاق الرياض المعدل ؛ أن يعدل الوضع القائم على الأرض،  و في الجبهات، و هذه مسؤولية وطنية و عربية، و ما لم تتم هذه المعادلة الأهم فسيدفع اليمنيون و العرب معا ثمنا غاليا.. و غاليا جدا .

مقالات الكاتب