لعبة المصالح القذرة
لعبة المصالح المدمرة تقود البلاد نحو الهاوية، والمتصارعون لا يبالون، بل أصبحوا أكثر غرقا في مصالحهم الخاصة التي يرون ان الصراع سوف يجلبها لهم بينما تنتفي المصلحة العامة من اجندتهم وبالتالي يغيب هذا الشعب الذي لايرون فيه سواء أدوات يوظفونها في الصراع القذر.
من لهذا الشعب إذن، من يصارع من أجله،يبدو ان الشعب الذي خرج في ثورة شعبية عارمة في فبراير 2011 وقبله في 2007 في الجنوب اصيب بخيبة أمل كبيرة عندما لم تلبي القوى السياسية تطلعاته ولم تجعل في تحركاتها وقراراتها شيء من أجل الشعب بعد كل هذه التضحيات، بل ذهبت بعيدا تستهلك جهودها في الصراع القديم الجديد محولة البلاد إلى كرة لهب ما أن تنطفي هناك إلا وتحترق في مكان آخر،وليس هناك من هدف سواء المصالح المدمرة.
أكثر المتفائلون قبل اندلاع الثورة في فبراير 2011 بالتغيير اصبحوا يعانون من صدمة واحباط كبيرين بسبب الأدى الذي سجلته النخبة السياسية الحاكمة خلال العامين الماضيين، إذ أن مقياس نجاح الثورة هو في ما يلمسه المواطن لا فيما نقوله في المؤتمرات أو نسجله على الورق.
على صعيد الوضع العام لم يطرأ أي تحول ملوس بل توسعت رقعة الفوضى وزاد جريان الدم وتطورت مشاهد القتل من الشمال إلى الجنوب وظلت سلبية السلطات قائمة في التعامل مع هذه الاحداث وكأنها ولد نجيب ومخلص للنظام السابق الذي لاتريد أن تحيد عن أداءه أو تقدم ما يثبت أننا نلحج عهد جديد.
لا أحد يصارع من اجل هذا الشعب الطيب والمتسامح بل أصبح جزء كبير منه يوظف كادوات بيد المتصارعين على سلطة منقسمة رغم الوفاق وبلد مهتريء وممزق هو أحوج ما يكون للتقارب والتصالح والسلام لاعادة بنائه من جديد.
لعبة المصالح إذا لم تتوقف وحدها ستقضي على ما تبقى من بلد وستدمر ما تبقى من مقدرات للشعب وستقود الجميع صوب فوضى لا تتوقف ولا يمكن التكهن بمالاتها.