حالات إنسانية أمام جريفيث

المبعوث الأممي إلى اليمن السيد جريفيث قدم نفسه – إعلاميا – إلى اليمنيين بنصير الحالات الإنسانية لكثرة ما استخدم من تصريحات في وسائل الإعلام؛ لتمرير وقف إطلاق النار في الحديدة و الحيلولة دون استكمال تحرير ميناء الحديدة، بكل ما أوتي من تحركات و ضغوطات مع الاستعانة بصديق و أصدقاء، و كل ذلك تحت عنوان الحالة الإنسانية.

السيد جريفيث ربما كانت معلوماته الجغرافية متواضعة،  أو ركيكة، بالمقارنة إلى ما يمتلك من شعور إنساني مرهف حد التخمة !

 جغرافيا لا يعرف في اليمن غير مدينتين: صنعاء و الحديدة؛ فصنعاء تقبع بها – في غفلة من الزمن – مليشيا الكهنوت السلالي، و هي المدينة التي تدفع إنسانية جريفيث لخدمتها في جهود يبذلها لفتح المطار، لتتمكن إيران من استئناف إقامة الجسر الجوي بين طهران و صنعاء؛ ليسهل نقل البراميل المتفجرة كحالة إنسانية عاجلة، و يسعى جريفيث إلى جانب ذلك إبقاء موانئ الحديدة أبوابا مفتوحة لتوفير الحالات( الإنسانية ) التي تمد المشروع السلالي للكهنوت الحوثي بمستلزمات المجهود الحربي.

 من أجل أن نستفيد من إنسانية السيد جريفيث؛ لنعذره في جهله عن اليمن و أنه لا يعرف غير تينك المدينتين، فلا يعرف ما تعانيه تعز و مدن يمنية أخرى كثيرة؛ ليكن ذلك، فتعالوا نقول له : أيها الشخصية الإنسانية الفذة، أمامك في صنعاء التي تعرفها ثلاثون حالة إنسانية، قررت السلطة الكهنوتية للحوثي أن تقوم بإعدامهم.

 أكرر ثانية أن هذه الحالات الإنسانية الثلاثين التي قرر الحوثي إعدامها ليست في تعز، التي لا يعرفها جريفيث ، و لا في البيضاء التي لم يسمع بها،  و لا في كل انحاء اليمن التي لا يهتم لها جريفيث، و إنما هي في صنعاء التي يعرفها جريفيث و يتعاطف معها، و يزورها مرارا، حتى أنه منذ قدومه و هو يسعى جاهدا لخدمة صنعاء إنسانيا فيفتح المطار؛ ليكون وسيلة سريعة لتبادل وسائل المطلوبات الحربيىة مع إيران ، و لتلبية النزعة الدموية المدمرة للحوثي الكهنوتي .

 تنتظر أمهات الثلاثين شابا أن يتحرك جريفيث( إنسانيا) فيسعى جاهدا للتنديد بقرار الكهنوت الحوثي القاضي بإعدامهم أشرا و بطرا.

أخشى أن يسبقني السيد جريفيث فيعلن حالته الإنسانية قبل أن تصل هذه السطور إلى الموقع الذي ستنشر فيه.

  قال بعض النشطاء أن جريفيث سيدير ظهره بكل بساطة لهذا الإجرام البشع، في حين أنكر آخر ان يتصرف جريفيث بهذه الطريقة، كون إنسانيته تحدث بها العالم !

   أما هذه السطور فإنها تتساءل هل ستتحرك إنسانية جريفيث ضد قرار البطش الكهنوتي، أم أنه سيبقى أمام هذه الحالات صورة بلا صوت، و هو ما يتوقعه الكثيرون.

   قبل هذا و ذاك سيظل الإصلاح مع كل الأحرار و الشرفاء،  سدا جمهوريا منيعا، تسقط عند أسواره كل أباطيل و مشاريع الكهنوت .

مقالات الكاتب