(حزب) الإصلاح..

 كانت ولا زالت مسيرة حزب سياسي بحجم (الإصلاح) خلال ثلاثة عقود مضت محل اهتمام كبير من مختلف الشرائح داخل اليمن وخارجها وخاصة ممن يعمل أو له علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالشأن السياسي اليمني وربما الإقليمي والدولي.

 وكحزب فاعل في الحياة السياسية فأن للإصلاح أدوار كبيرة ومواقف سياسية مؤثرة ومثيرة في الوقت نفسه وذلك من الأحداث التي شهدتها اليمن والتي صاحبت فترة تشكل الإصلاح وتطوره وهي فترة اتسمت بالكثير من المنعطفات والأحداث بصورة عامة أحدثت تحولات مختلفة ومتناقضة لدى العديد من القوى والمكونات السياسية سلبا وإيجابا.

يمكن أن تمثل ذكرى تأسيس الإصلاح محطة مهمة لتقييم مسيرة هذا التنظيم الكبير الذي شغل خصومه قبل أنصاره وتعرض لانتقادات كأي تنظيم أو حزب اخر بل اكثر ..على مر تاريخ العمل السياسي في اليمن .

وهذا التقييم ليس مقتصرا على أعضاء الحزب او قياداته بقدر ما أصبح شأنا عاما يهم مناصريه أو مؤيديه او حتى من يقفون بالحياد إزائه وربما خصومه أيضا وذلك لما يمثله ذلك التنظيم الواسع داخل اليمن من انتشار وأهمية وفاعلية ومن ثم حجم تأثيره على قضايا الوطن الكبرى لاسيما قضية الدفاع عن الجمهورية وشرعية مؤسسات الدولة.

وفي الوقت نفسه على الإصلاح ومناصريه تقبل ذلك التقييم مهما كان والتعاطي معه ومراجعة مواقفهم لما في ذلك من مصلحة تدفع إلى ترشيد العمل السياسي وتساعد الحزب على مواجهة مخاطر وتهديدات تمس كيان الدولة ومبادئ الجمهورية والوحدة والديمقراطية أولا وتمس كيانه وبنيته في الوقت نفسه وبين الأمرين تداخل كبير.

هذه المعركة لن ينتصر فيها الشعب اليمني الا برؤية واحدة للمستقبل تشترك في صياغتها كل النخب والقوى السياسية اليمنية ولعل مخرجات مؤتمر الحوار الوطني تشكل اللبنة الأساس في هذا المسارالذي يحضى حاليا بتوافق محلي وتاييد إقليمي ودولي.

هناك مواقف سياسية للإصلاح كحزب قد يختلف البعض حول تقييمها ومع أنه لم تزل لحظة التقييم الحقيقية متأخرة في سلم أولويات اليمنيين الذين يتطلعون لانجاز معركتهم الأساسية مع مليشيات الانقلاب الحوثي التي تهدد كيان الدولة اليمنية في كل مايتعلق بقيم المساواة والعدالة الاجتماعية كاهم اهداف الثورة اليمنية في سبتمبر واكتوبر والتي يتزامن احتفاؤنا بهما مع ذكرى تأسيس الإصلاح .لكنه في الوقت نفسه لابد ايضا من التقييم المصاحب لهذه المعركة في أداء الدولة بما فيها من سلطة وأحزاب ومكونات التي تمثل كتلة الشرعية بشكل عام. وعلى الإصلاح أن يعي ذلك بوضوح.

لقد سبقت ثورتي سبتمبر واكتوبر حركة تنوير كبيرة بمُثل العدالة والمساواة والتحرر من الاستبداد والاستعمار قادتها الحركة الوطنية اليمنية.

كما كانت هناك مرحلة التوعية بالحقوق والحريات السياسية التي تبنتها القوى والتيارات السياسية والمنظمات الحقوقية والمدنية قبيل ثورة فبراير اوحركة الحراك السلمي في الجنوب .وكان للإصلاح مع رفاقه في مجلس التنسيق ومن ثم اللقاء المشترك دور كبير فيها.

إذ أن الثورة هي تعبير عن قيم جديدة يسعى المجتمع لتمثلها في كل أدوات تقدمه وتطوره وأكثرها تجليا في السلطة والنظام السياسي. شارك الإصلاح كحزب سياسي فيها وكان له-فوق ذلك- الدور الأكبر في معركة الوعي السياسي-الحزبي- في مجتمع محافظ .فلازلنا نتذكر كيف كان شيوخ الإصلاح يدافعون عن فكرة (الحزبية) المشيطنة لدى كثير من قطاعات المتدينين من جماعات سلفية او صوفية .حتى انهم-شيوخ الإصلاح- يحبذون مصطلح(تجمع الاصلاح ) بدلا عن (حزب الإصلاح).تحاشا لمصطلح ملتبس في الفقه والفكرالديني .وهذا جدل المصطلحات ينم عن خلاف فكري طبيعي في مجتمع بدا ينفتح على التعددية السياسية كتجربة ناشئة في ظل استقطاب سياسي حاد بُعيد قيام دولة الوحدة. استقطاب لا يساعد على نمو وتطور التجربة الديمقراطية من حيث تكافؤ الفرص في عرض البرامج السياسية. فهذه المعركة الفكرية كانت كثيرا ماتوظف للتقليل من تجربة الإصلاح الحزبية في سياق المكايدات السياسية. 

تحمل حزب الإصلاح مهمة كبيرة في جذب كل الأطراف باتجاه عمل سياسي سلمي.وانخرط في تحالفات سياسية وطنية ذات تاثير اكبر في سياق حركة التغيير والإصلاح السياسي في البلد. بقدر ما اعطى للتحالفات السياسية طابعها التوافقي حول المشتركات الوطنية من خلال الاصطفاف الوطني العريض خلال السنوات الأخيرة حول مبادى الدولة الديمقراطية والنظام الجمهوري.بقدر ما اتسع الوعي السياسي بضرورة الانخراط في العملية السياسية التعددية لدى الجماعات السياسية المحافظة.وهذا مكسب سياسي كبير يحسب للإصلاح الذي خاض هذا الجدل مبكرا.ولا زال على عاتق الاصلاح مهام جسيمة يتشارك انجازها مع كافة القوى الوطنية المؤمنة بمنطلقات واهداف الثورة اليمنية.المناضلة لانجاز بناء الدولة اليمنية الاتحادية وفق مسار التوافق السياسي الذي تشكل مخرجات الحوار الوطني الشامل قاعدتة المتينة.

 

#الذكرى_28_لتأسيس_الإصلاح

#إصلاحيون_لأجل_اليمن