حياتك من صنع أفكارك
هناك دائرة قد لا يود المرؤ مغادرتها... ويستدعيها بوعي أو لا وعي قد تكون دائرة التسخط أو الاحباط أو الفقر .
يقولون : إذا كان الإنسان سعيدا دائما فإن السعادة تحفه وتلفّه ، وإن واجهته بعض الصعوبات ؛ فلن يتوقف عندها وتعجزه ، لأن مخزون السعادة هو الطاغي .
ومختصو البرمجه العصبية بالغوا في ذلك حتى وصل بهم الأمر إلى القول أن الإنسان إذا وقف أمام المرآة يومياً وقال : أنا جميل ، أنا جميل ، أو أنا غني ، أنا غني ، أو للنساء مثلاً أنا أمشي مثل الحمامه ، فإنه يتحقق لهم ذلك ، قد يكون شيئ يدعوا للضحك !
في إحد المرات سمعت تسجيلاً للدكتور طارق السويدان ؛ يقول : إن الإنسان يتحوَّل إلى مغناطيس لأحلامه في إشارة إلى أن كل ما تتمناه قد يتحقق ؛ إذا ركّزت عليه وعملت له.
وهناك كتب كثيرة اطلعت عليها تتحدث نحو ذلك ، منها لماكفلد وغيره .
هل جربت مثلاً مراجعة دفتر كتبت فيه بعض أهدافك قبل سنوات؟ ماذا تحقق منها ؟
علماء الاجتماع يشيرون إلى أن الماديات لها طاقة، وأنه يحدث نوع من التفاعل ، أو الاتصال ، أو الانجذاب الغير مفسر ، معللين ذلك بقدرات العقل الباطن الخارقه ، ارجع لكتاب خوارق اللاشعور لعلي الوردي .
الكلام السابق قد لا نثق به ، لعدم تعمقنا في هذا الموضوع ، لكن من منظور إسلامي ، فالإسلام يدعو إلى التفاؤل ، والتبسم ، والرضى ، وإلى العمل وعدم الغنوط .
يدعوا الى الايجابية ، وإلى البحث ، والتجديد ، كما اخبر الله جلا وعلا ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) .
فلنبدأ بالنفس إذََا ، ولنغادر مناطق التسخط ، والشكوى.
أُثر عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قوله : إن تسعة أعشار الرزق في التجارة... إذن الرزق أبواب كثيرة ، والأبواب بحاجة لمن يقرعها ، وبحاجة إلى من يفتحها ؛ فلنجرب.
فحتى حينما تحدث الحروب ؛ والحرب الأصل أنها شر ، لكن نلاحظ فئامََا من الناس يستفيد منها ،
فمنهم من يتاجر فيها ،
ومنهم من يتزوج ،
ومنهم من يملك السيارات ، ومنهم من يرتقي إلى أعلى المناصب ؛ التي لم يكن يحلم بها في الظروف الطبيعية.
الحركة فيها البركة ، والدعاء بالخير أفضل من الدعاء بالثبور ، وحتى تفسير الرؤى والأحلام بالخير هو السنة ، فابتعدوا عن تفسيرها بالشر.
والبلاء موكل بالمنطوق ، فلننطق بالخير ، ونستبشر ، ونستكثر من الخير .
واختم مقالتي هذه ، بكلمات للدكتور غازي القصيبي من مذكراته ، حين تحدّث عن سماعه خبر قرار تعيينه سفيراً في بريطانيا إذ يقول : ( كنت خلال تحضير الدكتوراه في لندن ، اعبر الشارع من شقتي المتواضعة إلى الدار التي يقطنها السفير السعودي ، لاحضر وليمة من ولائمه العديدة ، فهل طاف ببال الطالب الذي يسكن الشقة المتواضعة أنه سيسكن ذات يوم في الدار الفخمه؟ لا ).
فلايدري الإنسان ما كتب الله له ، ولكن عليه بحسن الظن بالله.