تجمع الإصلاح والحاجة إلى التغيير(قرأة نقدية)

علينا في حزب الاصلاح أن نبدأ بتغير التوجهات ،من توجهات تنظيم الى توجهات مجتمع ،ومن توجهات دعوة الى توجهات دولة ،ومن برامج داخلية الى برامج مجتمعية ..

من قيادات طال عليها الامد لا تمتلك زيت الفكر والوعي وغير قادرة على مواكبات المتغيرات الى قيادات مرنة ومستوعبة للمتغيرات ، ومن مناهج ما قبل الثورة الى مناهج ما بعد الثورة ، ومن معايير الثقة الى معايير المهنة والمهارة والتخصص..من الاقدمية الى القيادية المهارية ،ومن مراعاة المتمترسين حول القديم الى المجددين فى استيعاب الحديث ، ومن المواقع القيادية لكبار السن الى المواقع الاستشارية لكبار السن ، ومن ثقافة التبرير الى ثقافة التفاؤل والبناء ، ومن التعامل مع الخارج وخاصة الأوروبيين بروح الخائف الى التعامل بروح المصالح المتبادلة، ومن الاعتماد على الأفراد الى الاعتماد على المؤسسات ، ومن الاعتماد على الآراء الى الاعتماد على الدراسات من ثقافة تقديم الاخرين ونحن نختفى الى التقدم لتحمل المسؤوليات وطمأنة الجمهور ..

 بهذا سنساهم في تخفيف العوائق و التخلف القيادى والإدارى عن تنظيمنا وعن الدولة والمجتمع معا ، وبدون المراجعة سنكرس التخلف بوعي وبدون وعي .. كما أن المعايير المدنية والتحديثية صارت تفرض علينا إجراء ثورة وعي ثقافي جديدة داخل حزبنا ، وهذا ما تحتاجه كافة الأحزاب والجماعات والجمعيات ومنظمات المجتمع المدني بعد الثورة في بلدنا دون استثناء، وإن اختلفت الأسباب ..

 الشعب اليمني ينتظر منا فرز خطاب سياسي وثقافي واجتماعي إبداعي نوعي يحتاجه الواقع اليمني بشدة لنساهم في تحولات المجتمع نحو الحال الوطني الأفضل ، وباعتبارنا حزبا سياسيا يحلم افراده بيمن الدولة المدنية ،فنحن لسنا مجرد جماعة منبر أو جماعة مرافقين ..

 علينا ان نبذل جهدا قويا لتمدين القبلية والمذهبية ،، والثورة قد فتحت الباب لهذا التمدين ..

 بات علينا كإصلاحيين الإيمان الكلي بالتطورات الحادة الجارية في مزاج المجتمع ..وان لم نتقدم سنتقادم ان الثورة التي صارت هدفها انتشال البلد من أزمته الشاملة والمطلوب من كافة القوى عدم المزايدات بها وإنما التلاحم ..

 حزبنا التجمع اليمني للإصلاح يقوم على مؤسسات ديمقراطية ومبادئ الحرية والشورى والعدالة وقياداته سابقة بوعيها على قواعدها ، إلا أن بعضا من أفراد الإصلاح الوجهاء وقياداته لم يرفعوا وعيهم وثقافتهم إلى مستوى أهداف الإصلاح المدنية، وعلينا ان ندرك ان الثورة قفزت بالجمهور اليمنى قفزة ثورية ولن تسمح ببقاء التخلف وتغييب الوعي ..

 اطلب من كافة المثقفين ، التوجه لنقد اداء حزب الإصلاح ، نقداً بناء ، يستفيد منه الإصلاح والوطن معا ، بعيدا عن التجريح و الاستهزاء ..

 

*أمين مكتب إصلاح إب