عدن.. مرحلة جديدة

نريد أن نرى العاصمة عدن امنة، ومستقرة، نريد أن نرى شوارع مسفلتة، مرتبة، ونظيفة، نريد أن نلمس تحسناً كبيراً في الطاقة الكهربائية، نريد أن يصل الماء إلى كل بيت، نريد نظافة حقيقية في الشوارع، والاحياء السكنية، نريد رواتب للموظفين والمتقاعدين، نريد حدائق مفتوحة تعج بالزوار، نريد سواحل مستثمرة ومستغلة بشكل جيد ترتادها العائلات للتنفس والابتهاج، نريد نهاية سريعة للبناء العشوائي، ونهب الأراضي، نريد إعادة حقوق الناس المنهوبة، ورفع المظالم عنهم، نريد عودة حقيقية للحياة الرياضية، والمنافسات الكروية، والزخم الجماهيري، نريد إعادة إنعاش قطاع السياحة، واعادة تاهيل الصهاريج وقلعة صيرة وغيرها من المواقع الأثرية، والسياحية التي يمكن أن تتحول إلى مورد اقتصادي للدولة، نريد ازدهاراً للحياة الثقافية، والمكتبات ودور النشر والصحافة والاعلام..

 

امنياتنا كبيرة في عدن، فهي مدينة كونية وعالمية من الطراز الفريد، عانت كثيراً من الإهمال والتدمير من قبل النظام السابق، وآن لها أن تنفض عنها غبار السنوات العجاف، لتعود كلؤلؤة مضيئة ومشرقة.

 

تبدو المقومات التي تتمتع بها عدن كبيرة وهائلة في إحداث نقلة سريعة ونهوض كبير فيها لتتحول إلى نموذج ناجح في اليمن والمنطقة.

 

عدن لها مميزات ذاتية وطبيعية، ولديها قيم حضارية قلما نجدها في مدينة اخرى، لكن عدن تعرضت لانتقام بشع، ولعوامل هدم ممنهج، لخصوصيتها الثقافية، ومدنيتها وقيمها، وموروثها الحضاري الثري، إلا أنها في الواقع مدينة فولاذية صلبة وقوية تقاوم ببسالة وشموخ وكبرياء وتنتصر على كل الغزاة ومعاول الهدم، لتبقى حية محتفظة بحريتها وسلامها، وقدرتها على الإلهام والتاثير.

 

كل الأحداث العظيمة التي شهدها اليمن قديماً وحديثاً من ثورات وتحولات كانت عدن ساحتها، ومعينها الذي لاينضب، وفي يوليو 2015 أضافت إلى تاريخها إنحازاً جديداً، وهو هزيمة المشروع الفارسي في المنطقة لتتحول إلى مدينة إلهام، ليس لليمنيين فحسب وإنما للعرب والمسلمين.

 

تستحق عدن موقع الريادة، وأكاد أجزم أن أي مشروع يمني وطني يحقق العدالة والمساواة والشراكة ويعالج مظالم الماضي وأخطاءه لن يكتب له النجاح إن لم ينمو وينطلق من عدن.

 

عدن أمام مرحلة جديدة إذن، مرحلة البناء والتحدي والإنطلاق صوب آفاق أرحب وأوسع من التطور وتحقيق الأحلام والامال الكبرى.

 

عملنا وسنعمل من أجل عدن الكثير، لنراها تحلق في الآفاق، وتستعيد مجدها وتصنع مجداً جديداً ومستحقاً.

 

إن إخواننا في التحالف العربي يدركون تماماً ماذا تعني عدن لليمنيين، وما هي قيمتها ووزنها الحضاري والاقتصادي والثقافي، لذلك هم مطالبون بدعمنا تحقيقاً لوعودهم ووفاءً لعدن المدينة التي نصرتهم، وانتصروا بها، فعدن بوابة اليمن إلى مرحلة جديدة وتاريخ مشرق نصنعه جميعاً.

 

إنها دعوة للمواطنين وأهالي عدن بدعم جهود التحالف والحكومة والسلطة المحلية الساعية للتنمية واستعادة الخدمات والحفاظ على الأمن، من المهم أن نوجد الحاضن الشعبي لكل التحركات الإيجابية التي تهدف لخدمة عدن واستعادة دورها وإسعاد أهاليها الطيبين.

مقالات الكاتب