استعيدوا حكمتكم الآفلة

من مواطن ضعف «الحكمة اليمانية» أن فاعليتها لا تظهر، إلا بعونٍ خارجي، لتتحول حينئذٍ إلى حكمة «خارجية» لا يمانية. ومن ثّم لا تأتي أُكلها، بل تتوارى بتواري جهود الأجانب الغرباء!

 

 صحيحٌ أننا في عصر تدويل القضايا المحلية، وإمكانية قيام اعتماد متبادل بين الدول؛ لكن من الصحيح أيضاً، أنه في الحالة اليمنية يحضر الخارجي والغريب لا كمساندٍ لقرار اليمنيين ومعاونٍ لهم فحسب، بل إنه يغدو صانعاً لهذا القرار وموجهاً له، ومتدخلاً فيه. وهنا تكمن المعضلة!

 

نحن لسنا دُعاة اقتتال وحروب أهلية يمانية، بل إننا أنصار حرية ودُعاة تغيير سلمي؛ يحقق الحرية والعدالة والمساواة، ويرفع الظلم عن كل اليمنيين واليمنيات.

 

إن المطلوبَ بواقعيةٍ شديدة: أن يسترد اليمانيون حكمتهم اليمانية الآفلة، وأن يستحضروا قيّم التسامح والثقة والمصداقية فيما بينهم، والشعور بالاقتدار السياسي، وقبل كل ذلك حضور الإرادة السياسية اليمانية التي باتت مكبلة ومستلبة!

 

إن خطابي هنا للقوى المتصارعة، سواء أكانت حزبيةً أو اجتماعيةً (قبلية ومذهبية)؛ التي ما زالت منشغلةً بتقوية نفسها على حساب إضعاف الوطن ومؤسسات الدولة اليمنية، التي غدت مهددةً بالتفكك والانهيار.

 

كما أن الحديث هنا موجهٌ لتلك القوى التي استمرأت التعلق بالخارجي إلى درجة الولع، ومنفعلة به، ومنكشفةً تجاهه إلى درجة التبعية!

 

إن الأمريكان والأوربيين، وقبلهم الإيرانيين والسعوديين ليسوا معنيين ببناء دولتنا الحديثة المدنية الديمقراطية، وليس مطلوباً منهم أن يكونوا يمانيين أكثر من اليمانيين!

 

أيها المعنيون: استحضروا حكمتكم الآفلة، ولا تولوا وجوهكم باتجاه الخارج، بل ولوها تجاه داخلكم، وصوب وطنكم اليماني أولاً، وسيجوه بخططكم وبرامجكم وحبكم!

 

واعلموا أن الأجانب والغرباء لن يساعدونكم إذا لم تساعدوا أنفسكم ابتداءً. كما أن التاريخ لا يرحم، فتيقظوا يرحمكم الله.

مقالات الكاتب