عفاش يدمر عفاش أيضاَ!
ماذا كان بوسع علي عباس عفاش أن يفعله طيلة عام ولم يفعل كي يبدو خطيرا الى هذا الحد بنظر البعض ؟
مجرد مهرب، تاجر ممنوعات وقاتل، كان لديه عصابة كبيرة منظمة ، متخفية ببرزة الجيش، قتلت ودمرت،وأصبحت قيادات ميليشا حبيسة الأنفاق والأقبية تخشى من الضوء، تعيش حياة زواحف وكائنات تنكر، أقصى ما تريده النفاذ بجلدها أو التهديد بالمزيد من القتل ..
عام كامل، يعيش حياة ملاحقة ومن حفرة الى أخرى، يستجدي طوال الوقت السعودية والتحالف العربي، ويتوسل السلطة الشرعية سراً، باحثا عن مخرج، متعهدا بعدم عودته أو أي من أسرته ....
انتهى كل شيء يا سادة، فلا يعيدكم الى جحره مجددا بفقاعات مسيرات وسوق القطعان الى الميادين ..
هزم بكل جبروت أسلحته وتشكيلاته وتخشون من مسرحية سخيفة تريد فقط إقناع العالم بأن هذه العصابة لها مناصرون وأتباع وتريد حصة في المستقبل..
هذا أقصى ما تطمح إليه...
لو تتذكرون أول خطاب بعد العاصفة ، هو نفسه ما زال يراوح عند نفس النقطة ، يتوسل ويهدد، يعقد حاجبيه، ويركع على رجليه ، يتضرع ويلوح بطريقة توحي أن على عباس عفاش لا يفعل غير القضاء على علي عباس عفاش نفسه وهذا الأمر الجيد الوحيد الذي يتحقق كل يوم تحت الأنقاذ والدم !
رغم كل الكوارث، ثمة شيئ جيد وخدمة إجبارية قدمها عفاش نفسه لليمنيين، فقد إنتقم من معظم مساعديه وكبار ضباطه وأفراد ميليشياته الميري الذين خاضوا حربه القذرة على اليمن ..
تحول كثير منهم الى ملصقات وصور رحلت الى العالم الآخر، وما كان بوسع أحد ان يقضي على ترسانة الموت التي راكمها في كل زاوية في البلد كتاجر سلاح متعصب ، انتهى لتدمير الشر الطائفي الذي بناه طيلة 33 عاما.
بصراحة أكثر ما يزال لدى عفاش ما يجب أن يفعله، الأهم على الإطلاق ، الإستمرار في القضاء المبرم على تشكيلات حرس الزنة، المسلحة، قبل أن يلقي حتفه وهو أمر لا يخلو من فضيلة رغم المأساة.. !
إنه يدمر القوة التي بناها، تماما كما ذهب نصفه من ميليشيات الإرهاب لإزالة الألغام التي زرعوها على الحدود بأيديهم !
مستقبله، ممارسة المزيد من التدمير الذاتي، ولا طريق سوى الإنتحار، وفي أفضل مآلاته سيقع أسيرا في قبضة مقاتل تعزي حافي .. !
لكم ان تتخيلوا بعدها توسلات شبيهه القذافي ونهايته ..
لكن حذاري من التفكير بمشاعر شخص يقيم في صنعاء، يرى أن الحرب جيدة حتى الآن لأنها لم تطاله بعد ويخشى تهديدات صالح بخرابها .. .
لقد سقط بلد كامل في حرب، وهناك من يخشى ان تشتعل في مدينة ...!
واجهوا مخاوفكم بمكافحة القتلة وملاحقتهم في كل مكان .. لا تعيدوا صناعة الخوف من رجل يتنفس عبر المجاري ووجهه يتساقط من شدة الخوف .. !