عام من الحزم

مر عام من الحزم و العزم وفزعة الأشقاء العرب بقيادة المملكة العربية السعودية لنجدة اليمن من السقوط في مستنقع المخطط الإيراني والذي يستهدف المنطقة العربية و أمنها القومي.

 

كانت عاصفة الحزم بمثابة "ترياق" شديد المرارة لابد من تجريعه لمليشيات صالح والحوثي الانقلابية حتى تعود عن عدوانها و توقف جنونها الذي فتك بكل اليمنيين،وذلك بعد مناشدات ودعوات للحوار تحت مظلة الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي قوبلت جميعها بالعنجهية و الصلف، فكان لابد من الحزم لأن من أمن العقوبة أساء الأدب.

 

ويكفي عاصفة الحزم شرفا أنها أعادت للعرب و المسلمين كرامتهم و ردت للتضامن العربي القه و أصبح له درع وسيف يقف في وجه مخططات الفوضى و التمزيق لإيران و اذنابها، وارتج العالم العربي و الإسلامي شعوبا و حكومات دعما وتأييدا.

 

أما شرفنا نحن اليمنيين أن أرضنا كانت مسرحا لتلك الصحوة العربية و التي لقيت إجماع كل شرائح الشعب بأن من استدعى تلك العمليات العسكرية هو انقلاب صالح و الحوثي على الشعب اليمني و قيادته الشرعية و مخرجات الحوار الوطني ومسودة الدستور الجديد و الذي أضحى معبرا عن كل تطلعات الشعب وأحلامه.

 

تفكروا معي لو لم تكن عاصفة حزم و لا نجدة من الأشقاء، كيف سيكون وضع اليمن اليوم؟، و أين سيقف المخطط الإيراني بعد نجاح الانقلاب و سلب إرادة الناس؟ وهل ستسلم دول الجوار من ذلك المخطط؟ هل تذكرون المناورات العسكرية التي نفذتها مليشيا جماعة الحوثي على حدود الأشقاء في السعودية؟، إن مجرد التفكير في الإجابة على تلك التساؤلات تهوي بنا إلى مشهد مخيف ومرعب، ولكم أن تعلموا كيف كانت جرائم تلك المليشيات في مدينة عدن لأنها الوحيدة من رفضت الانصياع للأمر الواقع و أسقطت زيف اقنعتهم و أكذوبتهم "محاربة الدواعش".

 

"عدن خط أحمر" حذر بها ولي ولي العهد السعودي ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان نجل المخلوع من أي مساع لقوات الحرس العائلي من اجتياح مدينة عدن بعد احتضانها للرئيس هادي و كافة مسؤولي الدولة و إعلانها عاصمة مؤقتة للبلاد بعد سقوط صنعاء بيد الانقلابيين.

 

اذهل صمود عدن و أهلها الأشقاء قبل الخصوم و كسرت شوكة الانقلابيين ولفظتهم إلى غير رجعة فكانت بحق أسطورة صمود و أيقونة سلام، قلبت كل موازين القوى ضدهم و ذعر الانقلابيون الذين ظنوا أن سقوطها مسألة وقت، لكنها كانت شوكة الميزان الدال على صحوة عربية و إسلامية كانت ساحتها و منطلقها.

 

إن مدينتي كالبحر الذي تنام على شطانه تلفظ القاذورات و تجدد من ريحها وريحانها، و كالجبل حين عانقت سفوح المجد لتنهل من جداوله عذب الشموخ و شيم الإباء، من عجنت طينتها بماء السماء و شيدت قصورها من رمال الذهب، اذاقت القادمين من كهوف الطلاسم و الخارجين عن التاريخ و الجغرافيا، دروسا في حب الأوطان و التضحية في سبيلها بغالي الأثمان، عام من الحزم و أعوام من الشرف و البطولة و الفداء، ولو علم الشهداء بصنيع مدينتهم بعدهم لتبسموا في قبورهم رضا بما اجترحت من مآثر عز وشرف.

 

فجع الأوغاد حين قررت مدينتي أن تضع عنها اصرها والاغلال التي كانت عليها، تلك التي حار بها الشعراء و تتيم بها الأدباء و القصاص، و ذاب في وجدها المتصوفون والعارفون، أضحت شعلة فخر و جذوة فخار، ومثار بطولة ومنار، احتضنت الأبطال و لم تش بهم او تتنصل عنهم فقدرها أن تتحمل خطايا الآخرين.

 

هاهي اليوم تمد معركة الامن والبناء بكل حماسة و عنفوان، لازالت تستمد صمودها من ارث السنين المضمخ بقوافل الأحرار.

 

عابرة للألم حالمة وطامحة تستعذب التحدي في سبيل مستقبل يستحقها وتستحقه.

 

وإلى شهدائنا الأبرار ستظل أرواحكم تحلق في سماواتنا لتحرسنا وتذكرنا كلما حدنا او نسينا، نستنشق بكم عبق الروح الطهور، ونكتب بامنياتكم احرفا من نور، كانت عرائس من شمع فأيقظتم فيها الحياة بدماءكم الزكية.

مقالات الكاتب