معركة المطار ليست سوى البداية

لم يكن تمرد عبد الحافظ السقاف على قرار رئيس الجمهورية بإحالته من مدير أمن عدن إلى موقع آخر مجرد تشبث بالمنصب بل كان يخفي وراءه الكثير من المعاني والمؤشرات أهمها الإمساك بالملف الأمني لعدن قلب الجنوب وروحها ومكان إقامة رئيس الجمهورية المطلوب التخلص من شرعيته وكانت المماطلة في تنفيذ قرار الرئيس بالموافقة حينا والتمنع حينا آخر وطلب التأجيل حينا ثالثا تدل على أن وراء الأكمة ما وراؤها، والقضية عموما لا تنحصر في إشكالية السقاف، بل في المهمة المطلوب من السقاف القيام بها، فالمعركة التي يعد لها الرئيس السابق وحلفاؤه الحوثيون لا تقتصر على الحفاظ على منصب السقاف بل إن السقاف لم يكون سوى رأس حربة متقدمة في تلك المعركة التي لم تكن معركة المطار إلا بداية وربما بروفة لاختبار السيناريوهات القادمة الهادفة إلى الإجهاز النهائي على شرعية هادي والأهم من هذا ضمان استمرار السيطرة على الجنوب وعدم السماح بإفلاته من عصابات السلب والنهب بعد أن ضمنت هذه العصابات السيطرة عليه في العام 1994م.


على الرئيس هادي ووزير دفاعه وقادة المؤسسات العسكرية الموالية له كرئيس شرعي من كل المناطق العسكرية، وأخص هنا المنطقة الرابعة، أن لا يصيبهم غرور النصر البسيط الذي جرى مع وحدات الأمن المركزي، فقد يكون هذا مجرد جزء من السيناريو الكبير للمعركة القادمة، ومن هنا فإن الضرورة تقتضي توقع أسوأ الاحتمالات في التعامل مع الحالة الراهنة، فالمسألة ليست نزاعا على معسكر الصولبان ولا حتى على مطار عدن بل إنها نزاع على الشرعية، وعلى الرئيس هادي وأنصاره أن يعلموا أنهم يواجهون تحالفا من الخصوم الذين جمعوا بين العقلية الانتحارية واللؤم السياسي والاستهتار بالمعايير القانونية والأخلاقية والسياسية والاستخفاف بأرواح ودماء الناس في سبيل تحقيق مآربهم غير الشريفة.


بقيت الإشارة إلى أن استخدام الطيران في مهاجمة مقر إقامة الرئيس لم يكن سوى بالونة اختبار للقدرة على مواجهة معركة جوية يعد لها هؤلاء وقد يستخدمون فيها خبرات أجنبية إذا ما امتنع الطيارون اليمنيون عن تنفيذ أوامر الانقلابيين وأنصارهم.
--------------
* من صفحة الكاتب على الفيس بوك

مقالات الكاتب