الجنوب لن يعود وهادي المتهم

المشكلة في الشمال أن علي عبدالله صالح لازال غير مستوعب أنه لم يعد رئيسا ويتعامل مع هادي كالموظف لديه ، لذا لا غرابة بما يقوم به صالح وما يتحدث به عن الجنوب فهو لا زال يعيش في أوهام الحاكم وحاوش بالجنوب.


ولكن المشكلة الكبرى في النخب السياسية في الشمال التي أصبحت تنطق بلسان صالح بما يخص الجنوب فلم يغير الربيع العربي بالأمر شيئا تجاه الجنوب حتى أنصار الله الذين راهنا عليهم كثير ولكن شيطنة صالح استطاعت السيطرة عليهم على ما يبدو وينطبق عليهم المثل القائل :(ظنيت عامر يوانسنا قلعب عيونه وفجعنا).


اليوم هادي بات المتهم رقم واحد لدى القوى الشمالية بأنه (انفصالي) والأمر لا يحتاج إلى دليل بحسب رؤيتهم ، بالمقابل يظل هادي متمسك بوحدويته التي لم يعترف بها الطرف الشمالي إلى يومنا هذا.


فلم يجد صالح شيئا بمقدوره المزايدة به إلا الوحدة فهذا كل ما بقى له وهي بمفهومه ملكية خاصة مثلها مثل المؤتمر و أحمد الصوفي.


ولكن الرئيس هادي لا تعرف بماذا يفكر فسكوته حير الشماليين قبل الجنوبيين في وقت جميع القوى الشمالية تردد شعارا واحدا (الجنوب لن يعود) وهم على يقين بأن الوحدة لن تستمر.


بالمقابل.. الجنوبيون ينتظرون من (لعنة) الجنوب أن تجهز على ما تبقى من القوى فالجولة لم تنته بعد .. ودوري خروج المغلوب سيظهر كثير من المفاجآت ..ويظل هادي المتهم رقم واحد (بنظر الخبرة) والجنوب الضحية والوحدة تنتظر جنازة تليق بمكانتها بعد أن أُدخلت ثلاجة الموتى بعد دخول أول دبابة إلى مدينة عدن.


السؤال.. هل يدرك هادي بما يدور وراء الكواليس من عيال عبد اللامع فهو ضيف ثقيل وثقيل جدا، فالدولة التي يتحدث عنها بنعمر وجماعته لا وجود مؤشرات بولادتها بل حتى (الوحام) لم يأتِ بعد ،وفي حديث سابق لبنعمر لم يركز عليه أحد قال عام 2014 هو لإضعاف القوى النافذة في الشمال والعام 2015 بداية الحلول للقضية الجنوبية وها نحن ننتظر (ياذي صبرت).


بالمحصلة يقولون في الشمال لن يعود ولكن الجنوب وطن وسيعود ومن يريد التأكد عليه النظر إلى الوقائع بحيادية وكفى المؤمنين شر القتال.

مقالات الكاتب