الإرادة الشعبية والتوريث السياسي
من عظمة الإسلام أنه لم يورث الحكم في سلالة بعينها , وهكذا نفهم أسلامنا ونفاخر به بين الأمم .
ولأن القدرات لا تُورث ؛ فنحن نرفض توريث السلطة والحكم .
فالوصول إلى سدة الحكم يتم عبر إرادة الأمة , هي التي من حقها اختيار حكامها .
صحيحٌ أن غالبية أهداف ثورتنا السلمية لم تتحقق , ولم ترَ النور بعد , ولكن من الصحيح أيضاً , أنها قد قضت على تأبيد السلطة , ومشروع التوريث السياسي إلى غير رجعة .
إذن فليحتفل أُخوتنا الحوثيون بـ(يوم الغدير) أو(عيد الغدير) كما يشاءون .
فالشعبُ مصدر السلطات ويمارسها وفقاً لإرادته .
فلا سيادة لنسبٍ , أو سلالة , أو عائلة , أو أسرة , أو مذهبٍ أو طائفةٍ , أو قبيلة .
فالحكم تداولٌ بين أفراد الشعب , وتناوبٌ وفقاً لإرادته .
ومن حق الأغلبية التي حازت على (غالبية) أصوات الهيئة الناخبة في انتخابات عامة وحرة ونزيهة ودورية أن تحكم , ومن حق (الأقلية) , التي حظيت على أقل الأصوات أن تعارض .
كما أن من حق المعارضة أن تحكم إذا حصلت على ثقة (غالبية) الهيئة الناخبة في انتخابات قادمة , توفرت لها شروط النزاهة والحرية والعمومية والدورية .
وعلى من كان في الحكم , وفقد غالبية الأصوات في الانتخابات القادمة , أن ينتقل للمعارضة , وهكذا دواليك .
فمثلاً : اليوم أنا حزب ٌحاكم برضاء غالبية الشعب , وغداً (في انتخابات قادمة) أغدو معارضاً ومحكوماً ؛ إذا فقدت غالبية هذا التأييد الشعبي .
هذا هو مفهوم تداول السلطة وتناوبها , كما تمارسها الدول الحديثة , والشعوب المتحضرة . وكما نفهمها ونسعى لتطبيقها في دولتنا , ونظامنا السياسي المنشود .
عن المصدر أونلاين