نتائج الثانوية العامة ..عبقرية مطلقة ام عشوائية مفرطة !

كل يوم يمضي والعملية التعليمية والتربوية الهزلية تزداد اثارة ومعها يزداد شوق وتعلق عاشقيها الملثمين بقناع الخدع والنفاق ، فلا تزعل ولا تستعجل يا من تتطلع لمعايشة ومتابعة مسلسل يتناسب مع عطشك فانت لست الوحيد من يشعر ويحس بهزلية المسرحية التعليمية والتربوية فهناك من وصل به المطاف الى ( الجنان ) للخلاص من حنبة العقل . ومن بين ركام الواقع المرير تستغيث هذه الاسئلة المكلومة  ..لماذا تدنى مستوى الطلاب التعليمي وهل اصابه حمى الانهيار الاقتصادي ؟ وهل استفاد الطلاب في الحقل العلمي من مدرسيهم ام انهم شربوا من علقمهم ؟

 

 

هل نصدق طلابا بل وآباء من مدارس عمياء ومن واقع تعليمي مشلول ؟ ام نصدق معلمون يتهمون الطلاب بعدم الالتزام في لبس الاحذية الالمانية بدلا من الشنابل ؟ والكتب بالكثافة او ان الطباشير ليست ملونة ؟ ام نصدق ادارات موضوعة في مجال مغناطيسي غير قابلة للطرق والسحب والتشكيل ؟  وبلا شك فالواقع التعليمي اليوم اصبح مشلولا وسيء للغاية فهناك معلمون يدرسون مواد ليست من تخصصاتهم بل ان بعضهم يجمع بين الاختين والثلاث وهناك ظاهرة تسرب غير عادية تظهر فجوة بين واقع الكشوفات والواقع الفعلي في المدارس للطلاب والمعلمين ، حيث يمموا وجوههم الى اسواق القات ومعارض الثياب ( لطلبة الله ) وهناك من المعلمين من يخلد الى احد اقرباءه - ان لم يكن مقاول اخر - ليقوم بواجبه في التدريس اليومي او عملية المراقبة والتصحيح .

 

 

ويوميا نشاهد ونتابع احداثا مؤلمة في المسرحية التعليمية الهزلية وقد رايتم ما رافق امتحانات الشهادة الاساسية والثانوية من مشاهد اظهرت طرقا ووسائل واساليب حديثة في ممارسة ( الغش ) وباحدث الوسائل التقنية والتكنولوجية المتطورة و كان لوزارة التربية والتعليم السبق في ذلك من خلال تسريب اسئلة الامتحانات الوزارية قبل موعدها المحدد ولا يكفي ان نقول وللاسف .

 

 

كما اننا شاهدنا وتابعنا الصحف والمواقع الاخبارية وهي ترصد وقائع ومشاهد للطلاب وهم يخضعون لتادية الامتحانات الوزارية فمنهم من يرسل صورة لورقة الامتحان عبر مواقع التواصل الاجتماعي - الواتساب ، الفيسبوك - مطالبا المساعدة في الاجابة واخر يهرب بدفتر الاجابة خارج قاعة الامتحان واخر يخضع للامتحان بالنيابة عن قريبه او زميله وسط جمهرة غير مسبوقة في معظم المراكز الامتحانية واطلاق نار وتهديدات واعتداءات وهلم جر ..

 

 

لياتي بعد ذلك عرض الجزء الثاني من ذات المسلسل حيث كان اكثر ايلاما فالطلاب يحصدون درجات عالية وسط انحسار للالتحاق بالقسم الادبي الذي يتلاشى يوما بعد يوم ما قد يفسره الكثير بالعبقرية المطلقة ان لم تكن العشوائية المفرطة فيما يطل علينا الوزير الاشول مشيدا بدور اولياء امور ( الطالبات ) المتفوقات وليس الطلاب ولا ادري لماذا ( الاناث ) بالذات لهن اولياء امور يستحقون الاشادة والثناء دون اوليا امور الطلاب ( ذكورا ) ام ان الوزير مهتم بحقوق ( النسوان ) الى هذا الحد بل ان الوزير حينها انشغل بالاتصال بهن - اوائل الجمهورية - ولم يذكر كيف كانت الامتحانات كل ما يهمنا هو ان الطالبات وضعن ( هواتفهن ) بالتغطية حتى لا ينشغل الوزير بمعاودة الاتصال لاحقا ٠

 

 

وانا اقرأ تعليقات الطلاب والطالبات في المواقع الاليكترونية وهم يبدون عدم رضاهم بما وهبت لهم الوزارة ويتوعدون بابراز عبقريتهم في الجامعات - تعليقاتهم لا تخلوا من عشرات الاخطاء الاملائية والتي لا يجد القارئ امامها الا الترحم على ايام نظام ما اطلق عليه نظام التجهيل الشمالي بالنظام الشمولي  - وقد يكون سبب هذه الاخطاءانحسار التحاق الطلاب بالقسم الادبي الذي يتلاشى يوما بعد يوم ولا يوجد تفسير لذلك غير عبقرية الطلاب ان لم تكن عشوائية التعليم  ؛

 

 

عموما اشعر بالملل وانا استعرض هذه المسرحية ولازال بجعبتي الكثير والكثير لكنني اجدها فرصة لدعوة وزير التربية للتنسيق مع وزير التعليم العالي ورؤساء الجامعات لاتخاذ اجراءات وعمل توسعة لكليات الطب والهندسة تفاديا للازدحام في العام القادم فعباقرة اليوم لديهم درجات تؤهلهم للالتحاق بهذه الكليات ، ولا ندري اهي العبقرية المطلقة ام العشوائية المفرطة ؟!!  اسئلة عقيمة فهل تنجب تلك الالسنة المستاجرة جواب شافي يداوي مآقي الاسئلة المجروحة ؟

 

 

مقالات الكاتب