الاقتصاد جبهة الوطن الأولى

التداول الواسع على منصات التواصل الاجتماعي للقرارات الاقتصادية يدل على الوعي الوطني، والنقد للمجموعات والشركات المالية ورجال المال والأعمال لا يأتي من باب الحقد والنكاية ومقاضاة الأغراض، ولكنها من منظور داخلي جبهة اقتصادية وثغر خطير يجبُ أن يُسد، ومعركة أخطر من معركة البندقية.

وبعيدا عن العواطف والتعصب والانتماءات الضيقة، يجب أن يكون الانتماء والولاء أولا وأخيرا للوطن ولحكومة الشرعية وإصلاحاتها- وإن جاءت متأخرة- وقبل هذا للمواطن اليمني المسحوق وللجندي والمقاوم ولأيتام وأسرة الشهيد، والمعاقين جراء الحرب فهم العاجزين عن إعالة أسرهم والايفاء بالتزاماتهم الأسرية، حتى صار شراء كيلو الدقيق وطبق البيض وقطعة الجبن حلم بعيد المنال وأصبحت أمام عجزهم من الكماليات.

انحياز الوطنيين والمثقفين والإعلاميين والناشطين هو للصالح العام، انحياز لصالحي ولصالحك كمواطنين يطلبون العيش بستر وكرامة بعيدا عن الحاجة وذل السؤال، واصطفاف لجهة الوطن والمواطن والحكومة، خصوصا بعد اتخاذها لسلسلة من التدابير والإجراءات والقرارات الجادة الكفيلة باستقرار العملة وارجاعها لسابق عهدها وايقاف العبث والفوضى والفساد، والتضييق على المليشيا الانقلابية، تحت مبدأ المسؤولية والرقابة والمحاسبة.

نتمنى من كل مواطن أن يعي ذلك ويقف وقفة جادة من أجل نفسه ومن أجل الوطن، لأنه لو أُتينا من هذه الجبهة لا سمح الله وخذلنا فلن تقوم لنا قائمة، وتذكرون أننا خلال عقد من الزمن كنا نتقلب على جمر الغلاء والعبث بالأسعار والارتفاع المهول لسعر العملة أمام الريال وتهاويه من قبل شلة منتفعة لم ترقب فينا إلا ولا ذمة، فهم بالنيابة عن الشيطان حملوا على عواتقهم شن حرب فاجرة غير أخلاقية ضد الشعب اليمني فوضعوا العصي في عجلة التغيير والتنمية، وليس غريبا أن تجدهم بلا إنسانية ولا ضمير ولا أخلاق ولا تدين، فمطلبهم وغايتهم العبث بالأمن الاقتصادي لليمنيين واقتراف إجرام تجويعهم- على غرار ما يحدث في غزة- دون ان ترمش لهم عين، وقد يواكب إجرامهم ذرا للرماد في العيون تقديم المساعدات النقدية والعينية للمحتاجين بل وقد يبنون حتى دور العبادة والمدارس والملاحق والأربطة التعليمية.

وعلى المواطنين عدم الانجرار وراء الشائعات والترويج لها من أن: “الريال سيعود لسابق عهده من التردي”، كما عليهم مقاطعة المتاجر والمحال المغلقة في الوقت الراهن فهي طعنة في ظهر اليمنيين والاقتصاد لأنهم اختاروا الوقوف مع العدو ومع أنفسهم ولم يقفوا مع اليمن واليمنيين.

مقالات الكاتب