خراب بصك أممي

من قتل العلماء وتفجير المساجد وإغلاق دور القرآن الكريم إلى تعميق حالة الانقسام النقدي الذي أوغل في تأزيم الحياة المعيشية للشعب اليمني كافة إلى ضرب سفن التجارة العالمية وإغراقها في البحر الأحمر ، تمضي مسيرة الخراب الحوثية المدعومة من إيران في فسحة يتطاول مداها ويتسع مجالها تحت يافطة خاطئة كاذبة تسمى صناعة السلام في اليمن والذى لم يتأت منه حتى نزر يسير بل خراب ودمار وقتل وتشريد ونزوح لم تتوقف حركته يوما واحدا بحثا عن مأكل ومشرب ومأوى وكل هذا يمارس بصك أممي اسمه هدنة أكلت أخضر البلاد ويابسها وكثرت حجم الشهداء والجرحى والجوعى في كل ربوع الوطن المكلوم..

تتعمق المأساة كل يوم بفعل تنامي أساليب الخراب التي تمارسها المليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران في الوقت الذي فيه الحكومة الشرعية ممنوعة من تصدير خيراتها وتسليح جيشها وحسم معركتها التي تكاد تكون أطول معركة في التاريخ الإنساني ، حلولها متاحة لكن المعثرات تتداعى عليها من كل جهاتها لتزيحها عن المشهد بضغط اقتصادي وخلق صراع بيني تتخلق أسبابه التافهة كل يوم وبدعم من قوى لها أجنداتها التي تتغيا تحقيقها من خلال هذا الخراب وهذا الاضطراب في مشهد تحرير مزعوم..

ممنوعون من تصدير خيراتنا في الوقت الذي تصدر فيه إيران النفط ومختلف أنواع الأسلحة المتطورة للمليشيا الإرهابية جهارا نهارا إلى موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى وموانئ بديلة تعلمها الدول الراعية المعنية بالشأن اليمني وأخرى معنية بدرجة كبيرة بأمن الملاحة الدولية في البحر الأحمر التي أغرقت فيه سفن عدة بصواريخ ومسيرات إيرانية لم تتوقف حركة تصديرها من إيران للمليشيا الإرهابية التي تقول الأمم المتحدة والولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا إنها مصنفة إرهابية ، وهو ما سمعناه إعلاميا ونشاهد انعدامه واقعيا ، إذ تتنامى قدراتها التسليحية يوما بعد يوم إلى حد تشكل معه تهديدا وجوديا لليمن ودول المنطقة وفي طليعتها الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية..

اقتصاديا يعاني الشعب اليمني انهيارا متسارعا في قيمة عملته الوطنية بفعل الحرمان من تصدير النفط وقيود أخرى على تصدير خيراته الزراعية والسمكية تارة بذريعة المواصفات وأخرى بذريعة الاكتفاء وهي ذرائع غير واقعية ، إذ أن مواصفات ما يصدر عالميا لا مجال معها لقبول مثل هذه الذرائع الواهية..

التجويع لشعبنا مستمر بفعل هذا الحصار المفروض أمميا وحتى إقليميا يبرز من خلاله اليقين الذي كان في الماضي القريب شكا أن وراء الأكمة تعتمل سيناريوهات في الشأن اليمني ليست نقية من الخبث وليست خالية من أجندات إطالة هذه المعاناة حتى تتحقق أجندات يعلمها شعبنا علم اليقين ولن يقبل بها وسيقاومها بكل ما أوتي من سبل المقاومة المتاحة حتى يأذن الله بنصر يراه شعبنا آت لا ريب فيه.

مقالات الكاتب