ما الذي جناه اليمنيون؟!

صمت مريب يمارسه المجتمعان الدولي والإقليمي إزاء  تصاعد وتيرة الإجرام الحوثي بحق المجتمع المحلي، والمتمثل بتجريف الهوية الثقافية والدينية لليمنيين من خلال قتل العلماء وتفجير مدارس القرآن ودور العبادة وتغيير مناهج التعليم بما يخدم أجندة نهجه الإرهابي الطائفي الاثنا عشري الذي أثبتت حقائق اليوم وأحداث الأمس التاريخية أنه مذهب إرهاب لا يمكن التعايش مع معتنقيه أبدا، باعتباره منهجا إجراميا؛ القتل أبرز أركانه، والتكفير أصل من أصوله التي من خلالها يستبيحون الدم، ويهتكون الحرمات، ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل..

طغيان وتيرة إرهاب المليشيا الحوثية المدعومة من إيران وتصاعده كلما تقادمت عليه سنين الهدنة ليصل إلى تقويض أمن الملاحة الدولية، وإغراق السفن جراء استهدافها بالزوارق والمسيرات والصواريخ البالستية ومحاولاتها المتكررة لاختطاف سفن محملة بمواد خطيرة كمادة نترات الأمونيوم المخصصة لصناعة المتفجرات ما كان له أن يحدث أو يصل إلى هذا المستوى من الخطورة على الأمن المحلي والإقليمي والدولي لولا هذا التغاضي المفرط إزاء مليشيا إرهابية تدعمها إيران بكل أنواع الأسلحة، ووسائل صناعة بعضها محليا بغية إيصالها إلى مستوى من الاكتفاء المهدد لأمن واستقرار المنطقة بل والعالم أجمع.. 

السؤال الجوهري الذي يطرح نفسه بقوة على طاولات المجتمعين الإقليمي والدولي ومعهما الأمم المتحدة ومجلس الأمن هو: ما الذي جناه اليمنيون الأبرياء الواقعون تحت سطوة الإرهاب الحوثيراني حتى يبقى هؤلاء على شرفات الفرجة تتجول أعينهم للنظر في تفاصيل المشهد المأساوي الذي تعيشه اليمن واليمنيون دون أن تتحرك ضمائرهم لإنقاذ هذا الشعب من جحيم تطاول عمره ولازال، وهم معنيون بإخراجه من قبضة اليد الباطشة للمليشيا الإرهابية وقعر الحياة المعيشية البائسة التي وضعتهم المليشيا بين حجري رحاها منذ انقلابها على الدولة الشرعية؟

كل يوم ويد الإرهاب الحوثية المدعومة من إيران تمارس الإجرام بحق اليمنيين بأبشع صوره وأشكاله، بل وتمتد لتطال الإقليم مهددة بقصف منشآته وتقويض أمنه واستقراره، وتطال في الآن أمن الملاحة الدولية، وكل هؤلاء المعنيين بالشأن اليمني والإقليمي والدولي يضعون إزاء إرهابها أذنا من طين وأخرى من عجين في موقف محير للعقل وغير مستقيم مع المنطق الذي يفترض اتخاذ موقف صارم يخلص اليمنيين والإقليم والعالم من مليشيا إرهابية إصلاح شأنها بالسياسة والمهادنة والحوارات والإغراءات ومنح المكاسب ضرب من المستحيل.. 

اليمن في خضم كارثة كبرى واهم من يظن أنها ستقف عند حدوده والمخرج منها بل والقضاء عليها ليس سوى بالتخلي عن الحسابات المغلوطة التي أطالت أمد الحرب التي حققت للمليشيا الحوثية مكاسب كبيرة ورسخت مداميك صلفها وإجرامها وأوصلت اليمنيين إلى قدر لا يطاق من الفقر والعوز اللذين مزقا جهود اليمنيين بحثا عن ما يسد الرمق بدلا عن مواجهة الإرهاب الحوثي والقضاء عليه..

لا مخرج من هذا المأزق سوى بدعم القوات المسلحة اليمنية من المجتمعين الإقليمي والدولي بكل وسائل تحقيق الانتصار الحاسم، فهي وحدها القادرة- بإذن الله- على تحقيق الانتصار الساحق وليس أي شيء آخر.

مقالات الكاتب