الكهرباء في مأرب.. نموذج للتحدي والإنجاز ومسؤولية الجميع

في ظلال التاريخ وعلى صفحات الحضارات التي مرت، تبرز محافظة مأرب البقعة الفريدة من نوعها في قلب اليمن، كرمز للصمود والتجدد، متحدية عوادي الزمان بكل ما أوتيت من قوة وعزيمة.

هذه المحافظة التي نسجت من نفسها لوحة مضيئه، تتلألأ وسط صحراء الصعاب، قد عكست بذلك صورة حقيقية للإرادة الإنسانية في أبهى تجلياتها.

مأرب، بما تمتلكه من مقومات، تقف اليوم كنموذج للتحدي والإنجاز، حيث تعتبر المحافظة الوحيدة التي تزهو بنعمة الكهرباء المستمرة على مدار العام، الأمر الذي يمثل في زماننا هذا معجزة بحد ذاته، خاصة في ظل الظروف القاهرة التي تمر بها البلاد. هذه النعمة، التي أصبحت كالشريان النابض بالحياة، تضيء دروب المحافظة وترسم ملامح مستقبل مشرق لأبنائها، لكنها في الوقت ذاته تحمل في طياتها مسؤولية جسيمة.

الكهرباء، هذا المورد الحيوي، يتطلب من الجميع، رجالاً ونساءً، التعاضد والعمل المشترك للحفاظ عليه وترشيد استهلاكه. فالمسؤولية الجماعية التي نحملها تجاه هذه النعمة تدعونا للبدء بأنفسنا، من داخل منازلنا ومجتمعاتنا، نحو تبني سلوكيات ترشيدية تضمن استمراريتها وديمومتها.

إن توعية المجتمع بأهمية هذا الأمر ليست مهمة يمكن تجاهلها، بل هي واجب ملقى على عاتق كل فرد منا. من خلال تعزيز الوعي العام وتشجيع الاستخدام الأمثل للطاقة، وهكذا يمكننا العمل يدًا بيد لتحقيق مستقبل يسوده الاستدامة والازدهار للأجيال القادمة.

وفي هذا المضمار، يجب على إدارة الكهرباء أن تقوم بدورها بفاعلية، من خلال تطبيق إجراءات صارمة ضد المخالفين والسعي الحثيث نحو تطوير البنية التحتية للطاقة. 

من جهة أخرى، يتوجب على الإدارة ذاتها تبني سياسات تنموية تهدف إلى تحديث وتطوير البنية التحتية للطاقة، بما يتواكب مع التطورات التكنولوجية والمعايير الدولية في هذا المجال. 

هذا التطوير المستمر يعد حجر الزاوية لضمان توفير خدمة كهربائية آمنة، مستدامة، وفعّالة لجميع المستهلكين.

إن الالتزام بهذا الدور الحيوي والتحلي بالمسؤولية تجاه تطبيق القوانين وتطوير البنية التحتية للطاقه، يشكل خطوة مهمة نحو تحقيق الاستدامة في مجال الطاقة. ويعزز من قدرة الدولة على مواجهة التحديات المستجدة في هذا القطاع، ويضمن للأجيال القادمة موردًا طاقيًا يتسم بالكفاءة والأمان.

يجب علينا جميعا ان نكون مثالًا يُحتذى به في العمل الجماعي والتكاتف نحو الحفاظ على مواردنا الحيوية. بالوعي والجهد المشترك، حتى نستطيع تجاوز كل التحديات وإشعال شعلة الأمل في كل زاوية من زوايا وطننا العزيز، محققين بذلك قصة نجاح تُروى للأجيال القادمة.

في هذا المشهد الزاهي لايسعنا جميعاً إلا أن نتوجه بجزيل الشكر والعرفان الى عضو مجلس القيادة الرئاسي محافظ محافظة مأرب للواء / سلطان العرادة،على جهوده المستمره،و الذي لم يألو جهدًا في دعم وتطوير قطاع الكهرباء بالمحافظة وعمله الدؤوب والمتواصل وتفانيه في خدمة المجتمع فهذا يمثل قدوة في القيادة الرشيدة التي تسعى دومًا لتحقيق الأفضل لشعبها ووطنها.

وفي الختام، يجب علينا جميعاً ان نؤكد على أهمية الدور الذي ينوط بكل واحد منا في رحلة الحفاظ على بيئتنا وترشيد استهلاك الطاقة، وان الخطى التي نتخذها اليوم، مهما بدت صغيرة وتافهة، فهي تمثل جزءًا لا يتجزأ من مسيرة طويلة نحو مستقبل أكثر إنارة مستدامة.

 لنجعل من وعينا البوصلة التي تهدي سبيلنا، ومن عزيمتنا الشراع الذي يدفع بسفينتنا نحو آفاق واسعه ولتكن مساهمتنا في تعزيز الاستدامة بمثابة إرث نفخر بتركه للأجيال القادمة، ممهدين الطريق لهم نحو حياة مفعمة بالأمل والازدهار.