الحكومة ومتطلبات الراهن
صار من المحتم على شعبنا المناضل أن يخرج من مرحلة تثقل كواهل أبنائه بمتطلبات حياتية مؤجلة النفاذ ليدخل بكل تلك الأثقال إلى مرحلة جديدة تشخص فيها الأعين صوب مصدر القرار مستشرفة حلا لكل تلك المعضلات الحياتية، وأملا أن لا تأتي المرحلة الجديدة بأثقال مضافة تقصم الظهر وتكسر النفس بساطور اليأس الذي لن يكون معه إلا الحكم على الجميع بالخيانة، وهو حكم سيكون مبررا إذا لا يوجد على الواقع ما يدحض ولو بعض حيثياته..
المرحلة الجديدة التي تشكلت بفعل تغيير رأس الحكومة تنتصب أمامها تحديات جسيمة واضبارات تضم متطلبات في شتى مناحي الحياة المعيشية والسياسية والاقتصادية، وهي متطلبات لاشك ضرورية سيكون على الحكومة برئيسها الجديد العمل على تنفيذها وفق برنامج زمني يراعي عدم قدرة المواطنين على الصبر على ابتلاءات كثيرة أكثر مما صبر، والذي يضارع أو يفوق صبر أيوب على بلاء واحد لا ابتلاءات كما هو عليه شعبنا اليمني المجالد لابتلاءات تستدعي من الحكومة العمل على الخلاص منها إنقاذا لحياة شعب وكرامة أمة.
التدهور الاقتصادي المريع الذي تشهده البلاد لا شك أنه يمثل أس المشكل اليمني برمته، فهو ما يتم استغلاله لتشكيل وعي مغاير للثوابت الوطنية يخدم أهداف ومرامي وأطماع دولة إيران التوسعية التي جندت لتنفيذ أهدافها مليشيا إرهابية لديها الاستعداد إلى الذهاب في خدمة أسيادها إلى ما هو أبعد مما ذهبت إليه من قتل وتشريد ونهب وسلب وتغيير في مداميك البنيتين الدينية والثقافية للمجتمع..
إن المهمة المنتصبة أمام رئيس الحكومة جسيمة وأبعادها متعددة تتطلب حلولا عاجلة، إذ التسويف والانتظار لم يعد لهما مساحة في الوجدان الشعبي المكتظ بمتطلبات الحياة المعيشية الأساسية ومثلها متطلبات الأمن والاستقرار التي تعمل المليشيا صباح مساء على إقلاقه بقصف الأحياء السكنية وقنص الأبرياء رجالا ونساء وشيوخا وأطفالا في خرق لكل القيم الدينية والإنسانية جمعاء، الأمر الذي يحتم على الحكومة العمل على استغلال علاقاتها الدولية للوصول إلى حالة من الوفاق على إنجاز مهمة القضاء على نفوذ إيران في اليمن والمنطقة وقطع يدها مليشيا الحوثي الإرهابية اعتمادا على قرارات الشرعية الدولية التي تم إنجازها في وقت مبكر من زمن المشكلة اليمنية ولم يتم تنفيذها حتى الآن..
إن جسامة المهام وضخامة المتطلبات التي أصبحت عاجلة لا تحتمل التأجيل، ولكنها تتطلب بالمقابل من كافة القوى السياسية الوقوف بكل ثقلها إلى جانب الحكومة ودعمها بكل ما تتطلبه المعركة متعددة الأوجه مع تنظيم جماعة الحوثي الإرهابي، وفي مقدمة ذلك وحدة الهدف والموقف، ونبذ كل ما يشق الصف الوطني المستهدف برمته من قبل هذا التنظيم دون استثناء.