البقر أخرج لنا من الحمير

سمعت وقرأت أجزاء كثيرة من خطاب عبدالملك الحوثي بُعيد دخولهم عمران، وقرأت بالأمس مادة لـ"محمد اليدومي" نشرها على صفحته في الفيس بوك.. الاثنين- عين النبي حارساهم- يشقدفوا بعض من بيسة، ويدعون للإسلام!! اليدومي يشنقل خصمه الحوثي شنقلة.. يذمُّه ويجرِّمه و"يدعوشه" ويخونه، وبعدما يكمل "الوجَّاش" كله يدعو الحوثي للسلام! سلام موه؟ والله مالي علم.

والحوثي يصهل ويزجل و"يدعوش" خصومه، ويهدد بكسر الأسنان التي ستعض يد السلام حقه، ويخطب في أنصاره بلغة المنتصر وكأنه دخل الأندلس ما دخلش عمران، وبعدما يكمل "الوجَّاش" حقه كله، يدعو "الإصلاحيين" إلى السلام! سلام موه أنا لي منع أبتكم يا خبرة. دعاة السلام أناس كبار.. كبار جداً، لغتهم أنيقة وصافية وعقلياتهم نور.


مش "اخفع اندف" وقلك سلام.


آمن "غاندي"، وهو رائد حركة السلام العالمي، بأن أية فكرة لكي تنجح جماهيرياً، لا بد من اقترانها، أولاً، بالقدوة الحسنة. مش نسمع الناطق الرسمي باسم الحوثي يقول بشأن سلاح الجيش المنهوب من اللواء 310 "مش احنا وحدنا اللي سرقنا، الإصلاح والكل سرقوا قبلنا"، ألا واسيلوه، نهجع من سارق يطلع لنا سارق. نهجع من عيفطة "محسن" تطلع لنا عيفطة "عبده".


 متى بنهدأ طيب؟ ومتى بينعم علينا الله بقائد شعبي يتمتع بالحكمة وبعد النظر الكافيين ليرى عواقب ما فعلته بنا الخصومات والأحقاد والسرق؟ والله مالي علم. وأما لو عاد "غاندي" إلى الحياة وقرأ "وجَّاش السلام" حق "الحوثي، واليدومي" حرام أنه بيخرج إلى جمهور الديانة الهندوسية في بلاده ويقولهم بحزم: اسمعوا يا خبرة تمسكوا- أكثر- بعبادة البقر.


 وعندما يسألوه: لموه؟ بيقلهم: شفت في اليمن حمير يتحدثون عن الله وعن السلام، ولكنهم باسم الله وباسم السلام يعكروا صفو الحياة وصفو الله وصفو السلام. يعني قد البقر حقنا أخرج لنا من فعائل الحمير. للسلام لغته وأدواته، ومن شأن أي حزب كبير أو قائد كبير أن يقدم للناس خطاباً مختلفاً، لا كراهية ولا أحقاد فيه، على الأقل لكي يثبت للآخر أنه صاحب سلوكيات أفضل.

 عندما تدمرت اليابان بعد هيروشيما ونكازاكي، خرج اليابانيون "العقَّال" إلى الشوارع يقولون للناس اكتبوا عرض الجدران عبارات تدعو الناس للأمل.. قولوا للناس أشياء تمنحهم الأمل.. حفزوا الناس العائشين بين هذا الخراب على العمل، ولا تدفعوهم إلى التباكي واجترار الأحقاد، لأنها لا تبني أبداً، بل تزيد الخراب خراباً أكثر.. وحقنا الأعفاط من حين تشرق إلى المغيب وهم "اخفع اندف"، وآخر السهرة يدعون للسلام.. ههه حبوبين والله.

 

مقالات الكاتب