قضية رمضان في عدن!

منذ قضية مقتل الطفلة شيماء وموقع التواصل الاجتماعي " الفيس بوك " يضرب يقلب منشورات عن الجريمة البشعة ، وعن المشتبه فيهما ، وعن خبر موت المشتبه فيه الأول ، وعن دور منظمات المجتمع المدني تجاه القضية ، وعن والد الضحية – الذي لا يعرف عنها شيئاً منذ سنوات – أنه قد عُرض عليه مبلغ من المال ليتنازل عن دم ابنته في هذه القضية لدرجة أنني اُصبت بكل الحالات السلبية التي نعبر بها عن الحالة التي تعترينا لموقف ما حدث معنا أو مع غيرنا . أتعرفون لماذا ؟ لأننا نعالج أمورنا ومشاكلنا المجتمعية ( بسطحية يصاحبها الافتقار إلى بعد النظر ) لذلك قررت عدم النشر والتعليق في صفحتي أو صفحات الآخرين كطريقة للتعبير عن احتجاجي عما يحدث والصمت هو أبسط طريقة للتعبير لمن يفقهونه ..


نحن نتحدث كثيراً في أمور وقضايا ليست في مجال اختصاصنا أو تخصصاتنا ولا نسأل في ذلك أهل العلم والخبرة !! فتجدنا نمارس اسلوب التخمينات، والإفتاء ، ونعمل دون مرجعية ، ونفتح علينا أبواب قضايا أخرى نحن في غنى عنها . ألم يتعب أولئك الأشخاص سواء القاصدين منهم أم غير القاصدين من العبث بحياتنا !! إن المشكلة تكمن في المواطن وسلبيته المقيتة التي قد تفقده أقرب الناس إليه ذات يوم هل من إصلاح ؟!!..
متى يعي الناس أن العبث بقضاياهم الإنسانية أمر محظور يجب عدم المساس به وفصله عن جميع المماحكات السياسية وتصفية الحسابات ؟!! .


إن هذه الرسالة ينبغي على المواطنين بأنفسهم إيصالها لأولئك الاشخاص الذين يعرفوهم ومن لا يعرفون . فعندما يصاب الجسد بطعنه سكين يجب أن يصرخ كل عضو فيه دون تمييز أو تفرقه بين عضو حساس في الجسد أو عضو لا يضر إن تم الاستغناء عنه في الأخير هو جسد واحد يشعر بالألم في كل جزء فيه هكذا هو المجتمع برأيي ..


وبالرغم من أنه قد سبق لي أن أشرت في صفحتي على موقع التواصل الاجتماعي " الفيس بوك " إلى أن العشوائيات قد تكون بيئة ملائمة لارتكاب الجرائم بمختلف أنواعها وأشكالها إلا أنه هل هناك من أحد اهتم بهذا الجانب ونزل ليعاين ويكتب تقرير مفصل أو تحقيق عن هذه البيئة ؟ وعن أسرة الضحية والمشتبه فيه المتوفى ؟ وماهي ظروف واحتياجات ساكنين تلك المنطقة التي قد يكونون بحاجة إلى أبسط شيء وهو الإضاءة ؟ . هل خطر في بال أحد أن الإضاءة لأزقة هذه المساكن الشعبية قد تجنب أطفال كثيرين من الاعتداءات الجنسية وللعلم ليس فقط الاطفال بل النساء أيضاً ، وهذا النوع من الجرائم هو على سبيل المثال لا الحصر..


نأتي إلى عقال الحارات ، هل تساءل البعض أين هم عقال الحارات وما دورهم فيها ؟! ماهي وظيفتهم الحقيقية التي يتقاضون عليها مرتب ؟ هل يرفعون تقارير حقيقية بالساكنين فيها وبما يدور في كل حارة أو أن من يدفع لهم مبلغ 500-1000 ريال يكتبون له/لهم ما يريد/ون ؟!


أشياء وأمور تغيب عن العقل عندما تسيطر العاطفة علينا فنطلق الكلمات لمجرد تفريغ الشحنات وتعليق المسؤولية على شخص أو جهة دون معرفة الحقيقة هكذا نحن ...
أمور كثيرة علينا أن نفكر فيها في مجتمع عدن الذي لم يعد مجتمعاً صغيراً بل توسع بشكل يفوق المعقول مما يجعله عرضه ليكون بيئة حاضنة لكل شيء إذا بقي المجتمع مفكك وتغلب عليه الصبغة النفعية الشخصية أو المجتمع الحزبية . يقول الإمام الشافعي " إذا أراد أحدكم الكلام فعليه أن يفكر في كلامه فإن ظهرت المصلحة تكلم وإن شك لم يتكلم حتى يظهر "