مسرحية هزلية

تمضي الشهور وتتعاقب الحقب ومسرحية السلام في اليمن التي تتكاثر فصولها وتتعقد حبكتها مع مرور السنين التي تلتهم آمال اليمنيين وطموحاتهم بمستقبل آمن ومستقر خال من مشاريع القتل والدمار والاستئثار بخيرات ومقدرات البلاد والعباد التي ينفذها تنظيم إرهابي طبقي يقول العالم الزاعم للتحضر والمدعي نصرة الحريات والحقوق الإنسانية إنه يناضل من أجل القضاء عليها كعقيدة تعثر مسارات التعايش بين الأمم والشعوب والتناغم بين الحضارات الإنسانية.

أي سلام هذا الذي تعمل على تحقيقه المنظمة الدولية والدول الراعية وبندها السابع يفرض حصارا مطبقا على استيراد السلاح لجيش الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا كعضو في مؤسسته الشرعية في الوقت الذي يتدفق بكميات مهولة وبعيارات ثقيلة وصواريخ ومسيرات بعيدي المدى من ميناء الحديدة ومنافذ تهريب أخرى يعلمها العالم كله وفي المقدمة مسؤولو ومراقبو الأمم المتحدة والولايات المتحدة وبريطانيا بالقرب من ميناء بندر عباس وعلى طول خط سير هذا السلاح القادم لتدمير اليمن واليمنيين وحتى وصوله ميناء الحديدة ومنافذ الدخول الأخرى.

أي سلام هذا الذي خلال كل الهدن المزعومة تهاجم جماعة الحوثي الإرهابية الإيرانية تهاجم بعناصرها الارهابية قوات الحكومة الشرعية في كل الجبهات وتحاصر المدن وتخضع المواطنين لأنماط حياة لا يمكن فرضها على بني البشر وعلى مرأى ومسمع كل حكومات وشعوب العالم ومسؤولي منظمتهم الاممية التي شكلت للدفاع عن حقوق وحريات الشعوب وشرعية حكوماتهم الديمقراطية..

إن متطلبات تحقيق السلام في اليمن ليس سوى مصداقية كل الدول ذات العلاقة بالشأن اليمني وهي مصداقية تحقيقها يستدعي التخلي عن المشاريع والاجندات الخاصة التي يتم انجازها على حساب الدم اليمني المراق بغزارة على مدى هذه الحرب والذي مازال ينسكب بفعل عبث لاعبي الخارج وأدوات الداخل لكي يتحقق القضاء على جماعة إرهابية يتنامى خطرها وتتسع دائرته مع اشتداد قبضتها الاجرامية على النطاق الجغرافي والكثافة البشرية الخاضعين لتسلطها المدعوم بتدفق سلاح متطور سيشكل في المستقبل تهديدا لأمن واستقرار المنطقة والملاحة الدولية التي تتخذ منه إيران أوراق ضغط في مفاوضاتها الإقليمية والدولية ومعيقا لقيام دولة يمنية في المستقبل كما هو حال لبنان بوجود سلاح حزب الله الإرهابي.

مقالات الكاتب