تجسير الهوة وحتمية المعركة
الوعي بالمهددات الوجودية الناجمة عن استيلاء مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، والارتقاء إلى مستوى المخاطر الناجمة عنها يشكل أهم لبنات تجسير الهوة السحيقة الفاصلة بين مختلف القوى المدنية والسياسية المنتشرة على طول وعرض مسرح عمليات الدولة الشرعية المعترف بها دوليا..
الكثير من القادة في معسكر الجمهورية أدركوا هذه الحقيقة بوعي وطني محض متجرد من ملوثات الانتماءات الضيقة وتأثيرات التمترسات الأيدلوجية والجهوية والمناطقية التي لا تشكل بمجملها سوى مهددات لا تقل خطورة عن تلك الناجمة عن استيلاء مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران على مؤسسات الدولة الشرعية، إذ أن كل افتراق وصراع وشتات في معسكر الجمهورية ليس سوى تعضيد وتمتين للقوى الكهنوتية الظلامية والرجعية المتخلفة التي تعمل بكل السبل والإمكانيات على تنفيذ مشروع طبقي استئثاري مقيت، وهو ما تعمل كل القوى الوطنية الخيرة على درئه والقضاء عليه من خلال العمل على وحدة صف القوى المناهضة لهذا المشروع الخبيث، والبعد عن كل ما يفت في عضد جهود تحقيق هذه الوحدة باعتبار استمرار الخلاف خدمة للمشروع الكهنوتي الذي- إن كتبت له خلافاتنا البقاء- لن يستثني أحدا في عموم الساحة الوطنية بل والمنطقة برمتها..
وحدة قواتنا المسلحة الباسلة الحاملة لمشروع نهضوي تقدمي والتي بدأت تعمل عليها القيادة العليا للقوات المسلحة تستوجب الدعم والمساندة من كل القوى الوطنية باعتبارها مشروعا نهضويا يرتكز أولا على مبدأ تسوية أرضية البناء من خلال القضاء على كل مهددات هذا المشروع الوطني الكبير وفي مقدمتها القضاء على مليشيا الحوثي الإرهابية الأعظم تهديدا وخطورة على مستقبل الشعب اليمني الذي تعمل القيادتان السياسية والعسكرية على تأمين عبوره الى المستقبل من خلال وحدة أداة البناء النوعي لدرع الوطن وحامي سيادته ومحقق أمنه واستقراره القوات المسلحة الشجاعة بمختلف تشكيلاتها البرية والبحرية والجوية.
لا مناص- إن نحن أردنا استئصال الورم الخبيث المستشري في جسد الأمة- من التخلي عن كل مسببات الصراع البيني في معسكر الجمهورية وتوجيه كل الطاقات والإمكانيات صوب العدو الحقيقي الذي أثخن جراحات الوطن والشعب لصالح مشروع إيران التوسعي في المنطقة.
ولا مناص في الآن نفسه من أن تدرك دول الإقليم هذه الحقيقة الناصعة وتعمل على المساعدة في رأب الصدع وتصليب عضد القوات المسلحة بالدعم السخي المحقق للانتصار الحتمي في معركة المصير المشترك التي لا بد من خوضها باعتبارها الحل الأمثل والأسلم لحقن دماء اليمنيين وتحقيق أمنهم واستقرارهم وأمن واستقرار شعوب المنطقة جمعاء.