فاجعة فقراء صنعاء.. الإمامة التي لا ترحم ولا تسمح بالرحمة
عشرات الضحايا في العاصمة صنعاء (الأربعاء) خلال تدافع مجاميع من الفقراء في أبواب بقية المحسنين الذين كانوا يوزعون عليهم مبالغ ومساعدات بسيطة.
فاجعة مؤلمة وبشعة جدا تكشف قتامة وبؤس الحالة الإنسانية لأهلنا ومواطنينا في مناطق سيطرة السلالة، ومن سيتحدث عن سبب آخر غير الحوثة أنتج هذه الكارثة فهو سفيه يجب أن تسقط شهادته.
أفقروا الناس، أرهبوهم، أعدموا فرص العمل، صادروا كل الوظائف ومصادر الرزق التي كانت تستر الناس وتغنيهم، استأثروا بكل خيرات وإيرادات البلد في عرقهم وعنصرهم الجشع.
هم وحدهم السلطات المركزية والمحلية بلا شريك، بيدهم دون غيرهم تحصيل الجبايات وفرض الضرائب والإتاوات والجمارك وإيرادات النفط والاتصالات والبنوك وأصول الدولة، هم أيضا الأمن والمخابرات والقضاء والجواسيس الذين يتحملون مسؤولية تنظيم حركة الناس إن لم نقل كفايتهم وتلمس أحوالهم.
هم أيضا وبلا منافس من يسيطر على منظمات الإغاثة ومنهم وكلاء الصدقات والمعونات الغربية والشرقية والمؤمنة والكافرة والمنافقة.
حتى زكاة التجار يتحصلونها هم بشكل غير مسبوق في تاريخ اليمن، ومنعوا رجال الأعمال من توزيع بعض زكواتهم بأنفسهم.
كل ذلك فعلوه دون أن يهمهم حال المواطن وبلا شفقة أو شعور إنساني.
في مواسم الخير كرمضان تبقى لدى بعض رجال الأعمال هامشاً من إنسانية تجاه شعبهم فقرروا توزيع بعض المعونات من مالهم الخاص وليس من زكواتهم، فالزكوات تحصلتها أجهزة السلالة كاملة.
اليوم نشهد أكثر من سبعين حالة وفاة وإصابة أمام بوابة فاعل خير، ضج الناس وأرعبتهم الفاجعة، في صنعاء وأخواتها يموت البشر وهم يتزاحمون أملاً في الحصول على خمسة آلاف ريال تغنيهم يوم عيدهم عن ذل الفقر الذي صنعه آل البيت عمدا وبكل إصرار.
لاشي يمكن قوله ولا عبارات تلخص هذا المشهد المؤلم.
لكن الأكثر بشاعة هو تعامل هذه السلالة الفاجرة وردود أفعالها تجاه سخط الناس ودموعهم وأرواحهم التي تساقطت بين النعال بسبب سطوتها وشهواتها ولصوصيتها.
متحدث داخلية الحوثي خرج بعد الحادث ليستفز الناس بشكل لا مثيل له في تاريخ الغزاة ولا المستبدين، لقد ألقى بالمسؤولية على التجار الذين يوزعون الصدقات.
هذا الخطاب المستفز والوقح لم يهتم فيه متحدثهم إلا بنقل تعازي وزير داخليتهم عبدالكريم الحوسي مبشراً الناس أنهم قاموا بنقل الجثث للمستشفى وقاموا أيضا بضبط اثنين من التجار القائمين على الموضوع!.
اي والله! قال متحدثهم الأمني انهم ضبطوا المتصدقين!.
فلنفترضها غلطة سيعالجها الأكبر منه في سلطاتهم، غير أن المشاط رئيس مجلسهم السياسي خرج ليكمل الصورة معلنا عن تشكيل (لجنة تحقيق) مكونة من (الداخلية والأمن والمخابرات والقضاء والنيابة) للتحقيق في أسباب ما حدث.
يا مشاط.. الأسباب قد حددها العجري متحدث عبدالكريم بن أمير الدين وقال إنه ضبط التجار وانتهت الحكاية!
تخيلوا: اللجنة المزعومة التي شكلها المشاط ستتشكل من عبدالكريم الحوثي وعبدالحكيم الخيواني واحمد المتوكل والديلمي كونهم رؤساء الجهات التي أشار لها المشاط!.
هؤلاء هم الجناة والغزاة والجالية التي صنعت الفقر وتسببت في الكارثة وكل الكوارث التي لحقت بشعبنا.
يتبقى من الصورة موقف وقول الإمام المستتر عبدالملك بدر الدين، هل سيخرج غدا مكرراً مقولة الإمام يحيى حميد الدين حين ناشده الناس الالتفات لكارثة المجاعة التي حصلت في عهده حيث قال (دعوهم، من مات فهو شهيد ومن عاش فهو عتيق) أم أن عبدالملك لن يكتفي بحياد يحيى حميد الدين وسيوجه بضبط بقية التجار وتحريم الصدقات.
منذ فترة طويلة يعمل الحوثيون على مصادرة رغبة الناس في التبرع وفعل الخير، الذين يفعلون ذلك من مالهم بعد تسليم كامل الزكاة لخازن بيت مال بني هاشم.
اليوم قتلوا الفقراء وضبطوا التجار وسيجعلون منها دليلاً على عدالة البيت وورعهم ونزاهتهم وقيامهم بالواجب تجاه المحكومين.
حسبنا الله ونعم الوكيل
حسبنا الله ونعم الوكيل
لابد لهذا الليل ان يزول.