ماذا بعد قمة الجزائر؟
انعقدت القمة العربية في دولة الجزائر الشقيقة، في راهن مكتظ بالصراعات والتدخلات، التي تعاني منها كثير من البلدان العربية وفي المقدمة اليمن، التي تتعرض لأخطر تدخل في شؤونها الداخلية استهدف ومازال سيادتها ومؤسساتها الشرعية وبنيتها الاجتماعية، وصولاً إلى ضرب مداميك بنيتها العقيدية والثقافية.
إنه تدخل إيراني صلف استهدف بلداً عربياً، يشكل منذ البدايات الأولى للتاريخ مهداً للحضارة العربية التي تتعرض اليوم لمحاولات طمس، ابتداء من اليمن الذي تعبث بعقيدته وثقافته ومعالمه التاريخية جماعة إرهابية مدعومة من إيران، بغية إعداده كقاعدة انطلاق للتدخل الايراني السافر في المنطقة.
رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي دق في كلمة اليمن التي ألقاها أمام القادة العرب في قمة الجزائر جرس الخطر الداهم، الذي تتعرض له الأمة وليس اليمن فقط من التدخل الإيراني في المنطقة محذراً من التساهل الذي لن يفضي سوى لبلوغ الخطر كافة الأقطار العربية دون استثناء.
لقد كان فخامة الرئيس صريحاً في تشخيص المخاطر المحدقة واصفاً الدواء المناسب لعلة التدخل الإيراني وأطماعه التوسعية في المنطقة، مطالباً في الآن بعمل عربي مشترك مخلص خال من حسابات المكاسب الخاصة والتحالفات المرحلية القائمة على حساب الشراكة الاستراتيجية العربية، التي أقرتها المبادئ التي أنشئت عليها جامعة الدول العربية وبنيت على أساسها العلاقات الثناىية بين أقطار الأمة كوحدة جغرافية وبشرية واحدة إذا اشتكى بعضها تداعى الجميع لنجدته ونصرته بكل مالديهم من إمكانيات وقدرات، وهو ما يتغياه الشعب اليمني، بل والشعوب العربية قاطبة من القادة العرب في اللحظة الراهنة التي تتعرض فيه الأمة لأشرس تدخل يهدد كيانها ومقومات وحدتها وثقافتها بل وقيمها الإنسانية النبيلة.
ليس أمام الأمة العربية قاطبة بصورة عامة ودول الجزيرة والخليج بصورة خاصة إلا خياراً واحداً لدرء الخطر وبتر أذرعه الممتدة إلى أكثر من قطر سوى دعم القيادة الشرعية في اليمن بمختلف القدرات العسكرية والاقتصادية والسياسية، التي تمكنه من القضاء على مليشيا الحوثي الارهابية أكبر ذراع للتوسع الإيراني في المنطقة والقوات المسلحة اليمنية كفيلة بذلك وقادرة عليه.
والتساؤل الذي يفرض نفسه بقوة، هو هل ستتحقق مخرجات قمة الجزائر واقعاً، يلمسه الشارع العربي، وفي المقدمة تلك التي تئن من وطأة التدخل الإيراني وممارساته الارهابية أم أن ما بعد قمة الجزائر سيكون كما قبلها، ليصاب الشعب العربي بانتكاسة تضاف إلى انتكاساته السابقة جراء قمم، ترعد وتزبد في قاعة القمة ولا تسمع لها صوتاً خارجها؟!.