واجب النخب المثقفة في اليمن

تعيش بعض النخب المثقفة في اليمن حالة من عدم التصالح مع الذات في التعاطي مع الواقع الذي فرضته الحرب. 

غالبا ما يشعر العديد ممن يعتبرون أنفسهم رواد الثقافة والفكر في اليمن بالغبن والظلم الشخصي لأنهم لم يحيزوا المكانة والرئاسة التي يستحقونها لذا يعتبرون جميع الفرقاء السياسيين والخصوم بداية من الحوثيين ونهاية بالشرعية وأحزابها خصوما لهم لا يستحقون أن يخوضوا في الصراع الحالي متناسين واجب المثقف الوطني ومسؤولياته الكبيرة في التنوير والتثقيف. 

في اليمن يجد المثقف العتيق نفسه أكبر من أن يسمي المسميات بأسمائها الطبيعية أو أن يضع النقاط على الحروف.

 تحت مسمى الحياد يمارس المثقف المحايد نوعا من التجهيل للشعب، نجده يشرع لعملية سطو على القيم الجمهورية والدولة بدعاوي مدنيته ونظرته الخاصه بتوصيف الواقع.

 رغم أن المحفزات والواجبات التي تستدعي حضوره اليوم تفرض عليه جبرا أن يتعاطى مع هذا الواقع، بل إنه مساحته الحرة التي يفرضها و ينبغي أن تفتح له افق الريادة والنجاح والابداع والمقاومة لكل أشكال التجهيل والصلف لو امتلك تلك العقيدة الوطنية التي يمتلكها المواطن البسيط بنظرته الطبيعية لكل ما يحدث حوله. 

إننا اليوم اكثر حاجة لإبراز الواجهة الفكرية والثقافية ونقلها ببساطة الى عامة الناس وتبسيط لغة الفكر بما يرتقي بفهم الشعب وتطلعاته وشحذ هممه لمجابهة الواقع السيئ التجهيلي الذي فرضه كهنة الخرافة. 

لذا لابد من خلق ونشر وتبني ثورة ثقافية شاملة تشارك فيها جميع النخب الفكرية والشعبية تكيل بمكيال الولاء للوطن والتاريخ والدولة والجمهورية. وأي خروج عن هذا الدور هو خيانة للتاريخ والوطن. 

ودمتم بخير.

مقالات الكاتب