لنوقف نزق الحرف وطيش الطلقة
بكل انتماءاتهم السياسية يشكل اليمنيون رافعة انتشال الوطن من وهدة الضياع إلى مسرح الوجود الفاعل والباني لكل مداميك نهوضه التنموي الحضاري المتشارك مع محيطه أمنا واستقرارا ورخاء.
بالاصطفاف والاصطفاف الوطني فقط نستطيع الخروج من هذه المعتركات المتعددة المفروضة علينا في لحظة غياب كامل للوعي النخبوي الذي أثر بدوره في الوعي الجمعي منتجا تشظ كل نتائجه السلبية عادت على الجميع دون استثناء واستفادت منها فقط مليشيا الإجرام الحوثية المدعومة من إيران..
الآن الكل يعي أن الوطن أكبر من طموحاتنا السياسية وأبقى من آمالنا الشخصية النفعية، الأمر الذي يحتم علينا جميعا التسامي فوق كل هذه المشاريع الصغيرة والطموحات الضيقة، وإيقاف نزق الحرف وطيش الطلقة اللذين أوغلا في النفوس حقدا بينيا لا يبرره عقل ولا يقبل به منطق..
الأحرار بمختلف مشاربهم السياسية والعلماء بمختلف مشاربهم الدينية والمفكرون والمثقفون والصحفيون وكل النخب الاجتماعية في عموم الساحة الوطنية يقع على عواتقهم واجب العمل على لمِّ الشمل، واقتلاع الضغينة التي ندرك جميعا أن عروقها سهلة الاقتلاع بتذكر أواصر القربى ومشتركات الدم والوطن والمصير، وإلا فإنهم سيكونون مسؤولين أمام الله وأمام الشعب إن لم يفعلوا، تاركين الوطن يتشظى بمخالب ضغائن الداخل وأطماع الخارج الذي يعمل بكل وسائله الخبيثة على إدامة الصراع في معسكر الشرعية وإبقائهم لفزاعة المليشيا وسيلة لابتزاز الداخل اليمني والمحيط الإقليمي، وهي الإدامة التي أوصلت صواريخ المليشيا وطائراتها المسيرة إلى مدن ومنشآت في الشقيقتين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة..
إن إدامة الصراع أو البحث عن سلام مع المليشيا في ظل تشظ في معسكر الشرعية من خلال هدن متتالية ليست سوى فرص تحقق من خلالها المليشيا أهدافها في البناء النوعي لوحداتها المليشية وتسليحها استعدادا لجولة جديدة سترمي خلالها المليشيا بكل الاتفاقيات والمعاهدات خلف ظهرها، وما الاتفاقيات السابقة عن الذاكرة ببعيدة..
لنؤجل كل الخلافات ونتجه نحو الحسم العسكري فهو الضامن الوحيد لأمن اليمن والمنطقة وليس سواه لنتحول بعده إلى حسم صراعاتنا البينية بقلوب محبة ومتسامحة لأن ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا، ولمثل هذا فليعمل العاملون.