مفاوضات فك حصار تعز
المفاوضات المنعقدة في الأردن بشأن رفع حصار مليشيات الحوثي عن تعز أثبتت أن فريق الشرعية لا يملك الخبرة الكافية في الحوارات مع المليشيات الانقلابية، والتي تشبه التعامل مع حرب العصابات، وكان ينبغي التعامل معها بهذا المنطق لأنها عصابة متحللة من كل المبادئ والقيم والالتزام الأخلاقي.
هناك حوارات عسكرية وحوارات سياسية وحوارات إنسانية، وكل حوار له طرحه ومقترحاته المختلفة، إلا أن وفد الشرعية المفاوض تشبع بالجانب الإنساني ويستعطف من ليس لديهم عاطفة، متناسياً الحوارات العسكرية والسياسية!
وبالمقابل فان وفد مليشيا الحوثي ليس لديه أي خلفية إنسانية أو سياسية وكل خبرته في الحوارات العسكرية فقط، لذلك يعمل على تسخير مخرجات الحوار بما يخدم الجانب العسكري والمواقع التي يسيطر عليها وخدمتها استراتيجياً.
من الغريب أن وفد الشرعية المفاوض استبق المبعوث الأممي في طرحه وقدّم التنازلات دون ثمن ولم يترك للمبعوث أي فرصة في طرح مقترحات - متساويه على الاقل - للحل ويتم على ضوئها النقاش وفرض الشروط التي تخدم أبناء تعز ومحافظتهم.
التنازلات تدفقّت من رئيس الوزراء ومن وزير الخارجية ومن محافظ المحافظة ومن رئيس اللجنة المفاوضة، كلها تنازلات دون ثمن، لا يوجد أحد يطرح غير التنازلات ومليشيا الحوثي في المقابل تطرح شروط المنتصر لأنها لم تجد الشروط من طرف وفد الشرعية الذي قدّم الملف الإنساني على الملفات العسكرية والسياسية!
الملف الإنساني ملف مهم، وما يعانيه أبناءنا في تعز يهم الجميع، لكن هذه المليشيا لا تعرف معنى الإنسانية بل هي النقيض لها تماماً، لذلك أثّر هذا الملف على المبعوث الأممي الذي انصب تفكيره على فتح المنافذ والطرقات، وكأن فتح الطرقات دون مغادرة المليشيا لتعز ستخرجنا إلى بر الأمان!. كما أن فتح الطرقات بهذه المقترحات لن توقف عمليات القتل والقنص التي يقوم بها عناصر مليشيا الحوثي والتي استمرت حتى خلال أيام الهدنة المعلنة، وهذا الامر مخالف حتى للجانب الانساني.
كان من الضرورة القصوى أن يكون الحوار مع المليشيا الحوثية عسكريا سياسيا وإنسانيا، لأن هذه الملفات مرتبطة مع بعضها، وكل ملف يكمّل الآخر، وكان يفترض طرح شروط وإذا لم تتحقق يكون البديل موجود، وكان يفترض أن لا يتحرك الوفد إلى المفاوضات إلا بعد تجهيز الوحدات العسكريه لتنفيذ الخيار الثاني.
ثمان سنوات منذ اطلاق اولى رصاصاتنا في وجه الحوثي واستنهض الناس لمقاومة المليشيا السلاليه وحققت انتصارات عظيمه رغم تفوق الحوثي بالعده والعتاد، واليوم اصبحت التنازلات تنهمر لصالح الحوثي دون اي اعتبار لدماء الشهداء ولجهود المناضلين في وجه الكهنوت الامامي.
هناك مخطط لرسم حدود جديدة لتعز وتشكيل دويلات في اليمن وتعز جزء من ذلك المخطط، لذلك أدعو أبناء تعز إلى مقاومة هذا المخططات والوقوف بقوة ضد اصطناع حدود جديدة لمحافظتهم والعمل على استعادة المحافظة بكل الوسائل والسُبل.
نسأل من الله العون والنصر
*من صفحته الرسمية على الفيس بوك