حلقة مفرغة
في الحلقة المفرغة للدعوات الأممية للحوار، ستظل القضية اليمنية تدور بلا جدوى، ذلك أن الدعوات السابقة بما استهلكته من وقت وجهد تحمل عبئها اليمنيون دما مهدورا وجوعا مدقعا، شكلت لدى كل اليمنيين مقدمات لنتيجة واحدة هي الفشل وليس سواه، بالإضافة إلى أنها لم تشكل بمجملها سوى فرصة ومسرح زمني، يتحرك من خلالها قادة المليشيا نحو تحقيق أهداف تعبوية من خلال التحشيد للمغرر بهم، والدفع بهم في اللحظة التي يريدون إلى مسرح عمليات المواجهة مع الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل، وبالذات في جبهات مأرب، التي يسعى الحوثيون بكل جهدهم للحصول ولو على موطئ قدم مهما كان حجم الخسائر في عددهم وعتادهم.
رغم فشل كل الدعوات التي تطلقها الأمم المتحدة لتحقيق السلام في اليمن وخلال سبع سنوات عجاف من نشاطها في مضمار السلام في اليمن، لم تقتنع بأنه صار مستحيلاً مع جماعة، لا تملك قرارها وجماعة لا تملك حتى نفسها مسيرة بأوامر من أسيادها في طهران والضاحية الجنوبية في لبنان، جماعة تؤمر فتطيع، وهو ما تدركه الأمم المتحدة منذ البدايات الأولى للحرب.
إذاً ما جدوى ما تقوم به المنظمة الأممية وهي تعلم النتيجة مسبقاً، وتعلم أن كل دعوة لن يكتب لها النجاح ليست سوى مزيد من إطالة للحرب، ومزيد من القتل والتنكيل والنهب والانتهاك للحقوق والحريات تمارسه المليشيا صباح مساء بحق الشعب، الذي ينتظر الخلاص على أحرّ من الجمر، وما دام الأمر كذلك أليس حري بالأمم المتحدة أن تتخذ قرارا يحقق لشعبنا أمنا حقيقيا وسلاما دائما من خلال تفعيل البند السابع وإرغام المليشيا على الخضوع لإرادة السلام، التي يتغياها الشعب وليس المليشيا وأسيادها في طهران، الذين يسعون من خلالها كأداة لتحقيق مطامعهم التوسعية في اليمن والمنطقة، والذي إن تحقق ستكون المنظمة الأممية ومن ورائها الدول دائمة العضوية المسؤولة الأولى عن عدم استقرار المنطقة ودخولها في حروب دائمة تهدد المصالح الحيوية للعالم بأسره.
الخلاص من هذه الأدوات التوسعية لإيران عبر دعم الحكومة الشرعية وجيشها الوطني هو الحل الأمثل والوحيد ولا حل غير ذلك.