مسار التحول الديمقراطي
تهل على شعبنا ذكريات عظيمة رغم تباين وقعها على الوجدان الشعبي اليمني بين الفرح والحزن إلا أنها ذكريات كان لها دور محوري في مسار النضال الوطني اليمني الذي خاضه شعبنا ولازال من أجل بلوغ الأهداف التي ضحى ولا زال من أجل تحقيقها واقعا في حياة اليمنيين ..
فانتخاب فخامة رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة في الـ 21 من نوفمبر 2012 وبذلك الزخم الجماهيري غير المسبوق في تاريخ الانتخابات اليمنية شكل منعطفا مهما في مسار التحول من الديمقراطية الشكلية إلى ديمقراطية ذات مضمون واقعي مارسته الجماهير باندفاع ذاتي وحرية مطلقة خالية من كل أشكال الضغوطات أو شراء الولاءات إرساء لمبدأ الديمقراطية الحقة التي ناضل شعبنا طويلا وضحى كثيرا من أجل بلوغها كخيار أساس في عملية التداول السلمي للسلطة وهو الخيار الذي لم يرق لعشاق التسلط والاستئثار والاستبداد الذين تخلقوا في رحم التبعية والكهنوتية والتخلف فانقلبوا عليه كمبدأ يقطع دابر ثقافتهم الطبقية ويحرمهم من ممارسة سلوك الجريمة في القتل والنهب والتدمير لكل مظاهر الحياة المعيشية وحتى الروحية التي دمروا مساجدها واستبدلوا كتابها المقدس بهراء جاهل لا يفقه من أمور الحياة بشقيها الديني والدنيوي شيئا..
انقلاب المليشيا الحوثية على خيارات شعبنا وطموحاته أشعل جذوة المقاومة في أوساط شعبنا وجيشه الوطني لمشروع فكري وتوسعي تدعمه وتقوده إيران عبر أدواتها الرخيصة مليشيا الحوثي الكهنوتية مضحيا بخيرة رجاله الذين قادوا معارك استئصال سرطان خبيث يستهدف اليمن والمنطقة بل والأمة برمتها ..
وما الشدادي والوائلي واليافعي والشرعبي والذيباني والشعلان الذي نعيش اليوم ذكرى استشهاده الأولى والصبيحي الذي نعيش هذه الايام فاجعة رحيله إلا نزر يسير من قادة عظما اجترحوا بطولات ومآثر في ميادين التضحية والفداء في سبيل الحرية والكرامة التي لا يقبل شعبنا بغيرهما منذ وجد على ظهر هذه البسيطة.
إن تضحيات هؤلاء القادة العظماء وغيرهم ممن سبقوهم ارتقاء إلى منازل الشهداء الأبرار سطروا بدمائهم تاريخا مجيدا ستستلهمه الأجيال وتخلده في ذاكراتها المتعاقبة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ..