عقدة الأزمة اليمنية (1)

لكل أزمة عقدة، وعقدة الأزمة اليمنية ارتباطها -في حسابات القوى الدولية والإقليمية- بالملف النووي الإيراني، بمعنى آخر أنها صارت جزءا من صراع إقليمي دولي، ولذا طال أمدها وصعب استشراف مآلاتها!.

في عام 2003 دعمت إيران الغزو الأمريكي للعراق، وتقاسم بريمر مجلس الحكم مع المليشيات الشيعية، وبررت الإدارة الأمريكية ذلك التحالف بأنه شراكة في إطار العراق لمكافحة الإرهاب ونظام البعث، ولذا رفضت عرضا قدمه الرئيس الإيراني عبر وساطة سويسرية يقايض فيه أذرع إيران برفع العقوبات عن برنامجها النووي.

التصلب الأمريكي تجاه ربط الملف النووي بالأذرع الشيعية قابله ارتخاء أوروبي، ففي أكتوبر من نفس العام 2003 وقعت الدول الثلاث (بريطانيا وألمانيا وفرنسا) اتفاقية طهران، التزمت فيها بدعم إيران في مجلس الأمن مقابل إيقاف محدود في البرنامج النووي. 

في ظل هذه الأجواء نشطت الجماعات الموالية لإيران في كل من لبنان والبحرين والسعودية واليمن، وخاض حزب الله حربا مع إسرائيل، وزاد الحديث في الغرب عن حقوق الأقليات.

في اليمن تطور مسار الأحداث وانتقلت جماعة الصرخة الحوثية إلى العمل المسلح، وشهدت اليمن ستة حروب بين الجماعة والسلطة من عام 2004 إلى 2010م، كانت تتوقف في بعض محطاتها باتصال هاتفي من بعض السفارت وتعاود الاشتعال باتصال آخر.

للأسف ابتلع رأس النظام الطعم وكذلك تكتل أحزاب المعارضة تجاه ما سمي بـ"قضية صعدة"، وصارا يتعاملان معها كورقة سياسية ظنا منهما أنها لا تزال تحت السيطرة، بينما هي قد تطورت وصارت جزءا من لعبة دولية وإقليمية، ومن هنا بدأت عقدة الأزمة اليمنية.

في الفقرة التالية سأورد تواريخ أبرز الأحداث منذ الحروب الستة إلى اليوم وتزامنها مع تطورات الملف النووي الإيراني، وأترك للقارئ الربط والتحليل.

مقالات الكاتب